[ فبراير 22, 2017 بواسطة admin 0 تعليقات ]

«أوفية».. رسالة وفاء لتخليد ذكرى الشهيدة وفاء العامر مشاهد من فيلم «أوفية»

فريق عمل الفيلم مع ذوي الشهيدة وفاء العامر وعدد من الحضور

خلود أبوالمجد

كم هو جميل أن نحمل بداخلنا مشاعر الحب والوفاء لأشخاص ضحوا من أجلنا في وقت الأزمة، لننعم بالحياة المستقرة، هكذا كانت قصة الشهيدة وفاء العامر التي كانت أبرز عناصر المقاومة الكويتية وقت الاحتلال الغاشم، وكان لها دور مهم في عدد من العمليات التي ساهمت بقدر كبير في تحرير الكويت عام 1991 على الرغم من أنها استشهدت قبل إعلان التحرير بأيام قليلة، حيث وجدها ذووها جثة هامدة مسجاة أمام باب منزلها صباح 5 فبراير عام 1991.

ومن حروف ومعنى اسمها وفاء جاءت فكرة فيلم «أوفية» الذي عرض مساء أمس الأول في «جراند سينما» بمجمع الحمرا بحضور شخصيات فنية وإعلامية وأعضاء السلك الديبلوماسي وعدد كبير من ذويها على رأسهم والداها وشقيقها وشقيقتها اللذان كانا يساعدانها في المقاومة، إلى جانب الوكيل المساعد مدير عام مكتب الشهيد فاطمة الأمير، والفنان محمد المنصور والإعلامية إيمان نجم وأبطال العمل الفنان عبدالعزيز صفر ومحمد الحملي ومنال الجارالله التي قامت بدور الشهيدة وفاء العامر، ومخرج الفيلم حاتم حسام الدين، والكاتبة أماني المعتوق ومنتج الفيلم جاسم الغريب، وحشد كبير من الجمهور الذي صفق طويلا عقب العرض لتمكن الفيلم من تحريك مشاعرهم فخانتهم دموعهم التي فضحتها أضواء قاعة السينما بعد نهاية العرض، فذهب الحضور لوالدي الشهيدة مهنئين وفخورين بما قدمته وبذلته ابنتهم من أجل تحرير الوطن الذي سكن قلبها وعقلها فرفضت الاستسلام وأصرت على المقاومة غير عابئة بما يمكن أن يحدث لها، متمنية للشهادة.

وعقب نهاية العرض، عبر منتج الفيلم جاسم الغريب لـ«الأنباء» عن سعادته بردة فعل الجمهور، وقال: حرصنا حين إنتاج الفيلم على عدم وضع مشاهد عنف توضح ما تعرضت له الشهيدة من تعذيب، واكتفينا بالتلميح لها بعدد قليل من اللقطات، إلا أنني فوجئت بردة فعل الجمهور وخاصة النساء من الدموع التي تساقطت في المشاهد الأخيرة بعد القبض على الشهيدة وعثور ابن عمها على جثمانها أمام باب منزلهم فيما بعد، فلم نكن نريد إيذاء المشاعر، ولكن هذا التفاعل إن دل على شيء فهو دليل نجاح العمل في ملامسة مشاعر الجمهور.

وعن فكرة إنتاج الفيلم قال: نحاول من خلال «أوفية» تجسيد معاناة الشعب الكويتي أثناء الاحتلال الغاشم وحتى يوم التحرير في فبراير 1991، وكانت رسالتنا موجهة للجيل الحالي الذي ولد في أعقاب هذه المحنة، وأيضا للأجيال القادمة، حتى يتعرفوا على هؤلاء الشهداء ويجعلوهم الرمز والقدوة لهم في تضحيتهم وتفانيهم وكل ما قدموه في سبيل عودة الشرعية والأرض والحكومة الكويتية.

من جهته، قال مخرج «أوفية» حاتم حسام الدين لـ«الأنباء»: استغرق العمل في الفيلم ما يقارب 6 أشهر، ما بين تحضيرات وتصوير ومونتاج، فكنا حريصين للغاية على إيصال الصورة التي كتبتها أماني المعتوق في نصها بالشكل الصحيح، حتى لا يظلم الورق المكتوب بعناية وبحرفية عالية، فبحثنا عن معلوماتنا بدقة متناهية، أكملها الحرص على إسناد البطولة لممثلين أقرب ما يكونون للشهيدة وأسرتها، فعقدت الكثير من جلسات العمل برفقة ذوي الشهيدة وكانت شقيقتها غيداء كثيرا ما تحضر أثناء التصوير، وتخبرنا بطريقة الشهيدة في التعامل مع الأحداث التي مرت بها وشاهدتها أمام عينيها، ليخرج هذا الفيلم بالشكل الذي يليق بتكريم وتخليد ذكرى وفاء العامر.

أما الفنان عبدالعزيز صفر، والذي قام بأداء دور الضابط العراقي الذي أسر الشهيدة وفاء العامر، فقال لـ «الأنباء»: سعيد جدا بردود الأفعال التي شاهدتها ولمستها عقب العرض، حيث كان هناك الكثير من الجمهور الذي أتاني ليخبرني بأنهم كرهوني ولم يكونوا ليصدقوا أنني أقدم هذا الشخص الشرير، وهذا في الأساس ما استفزني لتقديم الدور أن أغير جلدي ويراني الناس بشكل مختلف، وسعيد بأن هذا ما حدث.