[ أغسطس 15, 2017 بواسطة admin 0 تعليقات ]

شهيدات الكويت.. رسالة وفاء وتضحية لأجل الوطن

Untitled-collage-Copy-600x330

(كونا) – شكلت ملحمة تحرير دولة الكويت من الغزو العراقي الغاشم عام 1991 مفصلا مصيريا للبلاد وأهلها وتوثيقا لحقبة مهمة من تاريخها وكانت بحق منطلقا لرسالة سامية كتبها شهداء وشهيداتالكويت بدمائهم الزكية عنوانها الشهادة ولونوها بأروع صور التضحية والفداء من اجل الوطن.
ولما كانت الشهادة أسمى درجات التضحية فإن الاستشهاد من أجل الوطن يحمل بعدا ذا قيمة انسانية عالية وهذا ما جسده شهداء وشهيدات الكويت اذ حملت تضحياتهم ابعادا اكثر عمقا عندما امتزجت دماؤهم على ارض الوطن دفاعا عنه وعن شرعيته في مواجهة الغزو العراقي للبلاد في الثاني من أغسطس عام 1990.

وشهدت فترة الاحتلال الكثير من المواقف البطولية التي قدمتها نساء وفتيات الكويت في الذود عن ثرى الوطن وكيانه وكثيرة هي الحكايات التي توثق بطولاتهن والتضحية بدمائهن التي أريقت فداء للوطن ودفاعا عن حريته وكرامته.
وتناقل اهل الكويت بكل الفخر حكايات التضحية والبطولة والفداء التي قدمتها الشهيدات مثل اسرار القبندي ووفاء العامر وسناء الفودري وسعاد حسن وغيرهن اللواتي سطرن اسمى ايات البطولة في الدفاع عن الوطن ومقاومة الاحتلال من خلال الانضمام الى المقاومة الكويتية او تنظيم المسيرات المناهضة للاحتلال حيث عرف عنهن الشجاعة والبسالة في التصدي للمحتل وصولا الى نيل الشهادة.

أحرف من نور
وفي هذا الصدد قالت الوكيل بالديوان الاميري والمدير العام لمكتب الشهيد فاطمة الأمير لوكالة الانباءالكويتية، الثلاثاء إن التاريخ سجل بأحرف من نور ارتقاء شهيدات كويتيات إلى جانب اخوتهن من الشهداء خلال فترة الغزو العراقي.
واضافت الأمير أن عدد الشهيدات الكويتيات اثناء الاحتلال العراقي بلغ 67 شهيدة من بين 89 شهيدة من جنسيات مختلفة وذلك بناء على احصائية صادرة عن مكتب الشهيد مشيرة إلى أن عدد الشهيدات الكلي يضم ثماني شهيدات من فئة المقيمين بصورة غير قانونية وشهيدتين من البحرين وشهيدة واحدة من كل من مصر والأردن والهند.
وأكدت أن أول شهيدة كويتية في تاريخ البلاد هي سناء الفودري التي اغتالتها يد المحتل العراقي في الثامن من أغسطس عام 1990 بطلق ناري أمام مخفر (الجابرية) أثناء مشاركتها في مظاهرات نسائية خرجت للتنديد بالغزو والمطالبة بعودة الشرعية بقيادة أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه.
ولفتت الى أن الشهيدة الفودري أوصلت صوت جميع الكويتيين والنساء الكويتيات خصوصا إلى رئيس النظام العراقي البائد انذاك «حيث كانت تهتف في المظاهرة بأن الكويت للكويتيين وأن أميرالكويت هو الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح».
وذكرت انه كان للنساء الكويتيات شرف المشاركة في مقاومة المحتل العراقي حيث ساعدت المرأة أخيها الرجل وقامت بأداء أدوار متعددة ومختلفة في المقاومة حتى نال بعضهن الشهادة ومن بينهن البطلات أسرار القبندي ووفاء العامر وسعاد حسن.
وأشارت الى الدور الذي قامت به الكويتيات سواء في داخل الكويت أو خارجها في مقاومة الاحتلال العراقي ودعم الشرعية الكويتية ففي الداخل عملت المرأة الى جانب شقيقها الرجل في إدارة مرافق الدولة لاسيما المستشفيات والجمعيات التعاونية كما قامت بتوزيع الأموال والمواد الغذائية على أهل الكويت الصامدين.
وبينت الامير ان هناك 77 شهيدة قام مكتب الشهيد بتسجيلهن شهيدات لدخولهن كذلك ضمن تصنيف ثان لدى المكتب من خلال تعريفه للشهيد ابان فترة الغزو العراقي مشيرة الى ان هؤلاء كن ضحايا قصور في الرعاية الصحية سواء في المستشفيات أو دور الرعاية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أو حوادث الطرق.
من جانبها قالت والدة الشهيدة سعاد حسن آمنة الكندري في تصريح مماثل ل(كونا) ان ايمان الشهيدة سعاد بالله وحبها وولائها لوطنها واميرها وقوة الوازع الديني لديها وإيمانها بالمكانة الرفيعة للشهيد في الدين الإسلامي جعلها تقدم روحها ودمها فداء للكويت وشعبها.

امرأة متدينة
وأضافت أن الشهيدة سعاد كانت متدينة وتؤدي الفروض الدينية منذ طفولتها الامر الذي اثر على تربيتها وجعلها على استعداد للتضحية بنفسها فداء لوطنها واميرها موضحة ان الشهيدة كانت على يقين بعودة الكويت وتحريرها من الغزاة اذ ابدت تماسكا ورباطة جأش منذ تلقيها خبر الغزو رغم هول الكارثة لايمانها بعودة الحق لاصحابه.
وذكرت ان سعاد التحقت بمجموعة (25 فبراير) المقاومة والتي قادتها الشهيدة اسرار القبندي حيث قامت بنقل الغذاء والأسلحة والنقود الى اعضاء المقاومة الكويتية قبل ان تعتقل وتستشهد في السادس من فبراير عام 1991 وتم اعدامها من قبل القوات العراقية حيث وجد جثمانها ملقى في احدى ساحات منطقة (كيفان).

واوضحت الكندري ان القوات العراقية المحتلة قامت باعتقالها مع ابنتها الشهيدة سعاد في العاشر من يناير عام 1991 بتهمة انتساب سعاد الى المقاومة ثم اطلق سراحها مع احتجاز الشهيدة في مخفر (العديلية) حيث نقلوها بعد ذلك الى مبنى محافظة العاصمة في (قصر نايف) ثم الى سجن الاحداث في منطقة (الرابية) قبل اعدامها.