13 جنسية من الشهداء في بلد الإنسانية
الكويت بلد الإنسانية، بات هذا العنوان الأممي وسام شرف على صدر كل مواطن ومقيم يعيش على أرضها الكريمة الطيبة.
بلا شك ان هذا التنصيب المشرف والمستحق لم يأت من فراغ، وليس بالصدفة أو جاء كصدقة أو مجاملة من قبل الأمم المتحدة بقدر ما هو استحقاق بجدارة لبلد مواقفه النبيلة تمثل أهمية أمام العالم ككل، الكويت دائما سباقة بأفعال الخير وعلى مدى سنوات طويلة قامت بوضع كل إمكانياتها لمساعدة المحتاجين والعمل على انتشالهم من ساحات الفقر في شتى دول العالم.
فالكل هنا وهناك.. يعلم أن أجنحة الخير الكويتية دائما وما زالت تحلق في سماء البلدان الفقيرة فضلا عن مواقف الكويت المتمثلة بحكمة وحنكة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد «حفظة الله ورعاه» التي دائما تكرس أهدافها لصناعة السلام والأمن والأمان في كل مكان، حتى وصفت الكويت بطائر السلام في المنطقة، وسريعا ما انهالت عليها التبريكات والإشادات من الجميع، وهذا كان بمنزلة دعم لمواقفها الإنسانية الكبيرة ناهيك عن سياستها المتزنة التي أسست مفهوم أهمية نشر التعاون والسلام والأمان في المنطقة.
أثناء حديثي عن دور الكويت الإنساني، ذكر لي أحد الأصدقاء بأن عشق الكويت لا يقتصر على أهلها فحسب بل يمتد لكل من يعيش في أحضانها.
معللا ذلك بأنه إبان الغزو العراقي الغاشم هناك جنسيات مختلفة من غير الكويتيين دافعوا عن الكويت واستشهدوا من اجلها ليقينهم بأن هذا وطنهم الذي عزهم وأكرمهم بحياة كريمة.
وحسب الإحصائيات في مكتب الشهيد التابع للديوان الأميري، فإن الشهداء غير الكويتيين قد يمثلون ١٣ جنسية مختلفة، وتلك الجنسيات كالتالي «غير محددي الجنسية البدون، السعودية، الأردن، البحرين، لبنان، مصر، العراق، الهند، اليمن، باكستان، سورية، عمان، إيران».
وبأوامر سامية وجهود الديوان الأميري المتمثل في مكتب الشهيد تم تسجيل هؤلاء شهداء معتمدين تشمل اسرهم الرعاية، كما أنه تم تدوين تضحياتهم وبطولاتهم والعمل على نشرها بجانب اخوانهم الشهداء الكويتيين، فإن تضحية هؤلاء بالغالي والنفيس من اجل وطنهم الثاني يؤكد وفاءهم، ويترجم حقيقة بأن هذا البلد يستحق التضحية ليس فقط من أهله بقدر ما يستحقها من كل من يعيش على أرضه.
هناك كثيرون هم ممن لا يعلمون بتضحيات تلك الجنسيات ورعاية الديوان لتخليد ذكراهم، فالكويت حقا بلد الإنسانية ومازالت تبحر في أعماق العالم لنشر الخير ومحاربة الفقر وتدوين السلام ورد الجميل من شيمها.
في الختام: نقول إن الكويت منارة سلام تضيء بخيراتها وكرمها للكل، الأمر الذي انعكس إيجابا على الحب والإخلاص الذي نتج عن تضحية أكثر من ١٣ جنسية عربية وآسيوية، وهذا دليل بأن بلد الإنسانية بلد ليس للكويتيين فحسب بقدر ما هو بلد للجميع.