العوفان: لن نهدأ حتى يحتضن ثرى الكويت رفات آخر شهيد
التاريخ : 2 أغسطس 2024
المصدر : النهار
يعتمد مكتب الشهيد آلية جديدة في احتفالية يوم الشهيد هذا العام في ذكرى 2 أغسطس، وتعظيم شهداء الكويت في الذكرى الـ34 للغزو العراقي الغاشم على دولة الكويت، حيث تقام معارض تفاعلية تبدأ من اليوم الجمعة 1 أغسطس وتستمر لمدة ثلاثة أيام في المجمعات التجارية، وتتسم بتسخير التكنولوجيا الرقمية في عرض صور الشهداء وحيثيات استشهادهم والمعارك التي شاركوا فيها
كل هذا وأكثر بمجرد مسح لـ (AR code) تقنية الواقع المعزز، يمكن زوار المعرض من الاطلاع على قصص وصور وجميع التفاصيل المتعلقة باستشهاد البطل الشهيد صاحب الصورة من بين 30 صورة تجسد شهداء الكويت منذ الاستقلال عام 1961 حتى اليوم
هذا ما أكده الوكيل المساعد في الديوان الأميري مدير عام مكتب الشهيد صلاح العوفان في حوار لـ النهار حول أنشطة وفعاليات ومشروعات مكتب الشهيد وسبل وطبيعة الدعم الذي يقدمه المكتب لحوالي 19 ألف شخص من ذوي الشهداء البالغ عددهم حتى الآن 1342 شهيدا، منهم 969 شهيدا أثناء الغزو فقط
وكشف العوفان عن ان تعديل مرسوم إنشاء مكتب الشهيد تم ليشمل برعايته جميع أبناء شهداء الكويت وليس فقط الذين استشهدوا أثناء الغزو، مشددا على أن الجهود مستمرة للعثور على رفات آخر شهيد مفقود، وعن أسر الشهداء البدون وخصوصية ظروفهم الحياتية، قال إن الرعاية الإنسانية والمادية تشمل جميع أبناء الشهداء بغض النظر عن الجنسية
وذلك أن الكويت تدعم أسر الشهداء غير الكويتيين من جنسيات أخرى والذين استشهدوا على أرض الكويت، وبالتالي أبناء الشهداء من المقيمين بصورة غير قانونية يحظون بالدعم الكامل بالتنسيق مع (الجهاز المركزي)، لكن تبقى مسألة الجنسية أمراً سيادياً وتختص به وزارة الداخلية وفق القوانين واللوائح، وقال: المقيم بصورة غير قانونية لا يستحق التجنيس لمجرد أنه ابن شهيد ولكن يخضع للقوانين
واستعرض العوفان في هذا اللقاء أنشطة وفعاليات مكتب الشهيد على مدار العام لتخليد شهداء الكويت في كل المناسبات والمحافل والأماكن العامة، كاشفا عن برتوكولات تعاون مع 22 جهة حكومية ومؤسسة وجمعية نفع عام، منها على سبيل المثال إطلاق أسماء شهداء كل منطقة من مناطق الكويت على الحدائق العامة بهذه المنطقة والجسور والكباري والشوارع الرئيسة فيها
كما كشف عن تعاون مع وزارة التربية بمقتضاه سيتم استحداث منهج جديد في المدارس يتضمن قصص وبطولات وتضحيات شهداء الكويت، من أجل تعزيز الروح الوطنية وأن يكون هؤلاء الشهداء نبراسا وقدوة للأجيال الحالية والمستقبلية
أما عن جديد مكتب الشهيد، فأعلن العوفان عن تعاون كويتي – مصري، على اثره سيتم تشييد جدارية في مدينة السويس المصرية تجسد أسماء وصور 40 شهيدا كويتياً شاركوا مع الجيش المصري ضد العدوان الصهيوني في حربي 67 و 73، وسيكون الافتتاح الرسمي لهذه الجدارية في مدينة السويس خلال احتفالات أكتوبر هذا العام وبالتعاون مع الجيش المصري
هذا بالإضافة إلى تشييد العديد من الجداريات في مطار الكويت ومدارس وزارة التربية والميادين العامة، بهدف الوصول برسالة مكتب الشهيد إلى أكبر شريحة من المواطنين والمقيمين على أرض الكويت الطيبة… وإلى مزيد من التفاصيل في سياق النص التالي
– بعد مرور 34 عاما، هل تعافت الكويت تماما من أثار الغزو؟
أكيد طبعا، الكويت تعافت بعد سنتين من الغزو وصارت أجمل من قبل، لكن هذا العدد الكبير من الشهداء الأبرار من المؤكد أنه أثر على أسرهم وذويهم وهذا فخر لهم، نحن نتحدث عن 1342 شهيدا، منهم 969 شهيدا أثناء فترة العدوان العراقي على دولة الكويت، والحمد لله الكويت ستكون أجمل في المستقبل بإذن الله
– ربما ما قصدته هو التعافي الاجتماعي والنفسي، هل تجاوزتكم الأزمة؟
– نحن لم ننس أبدا شهداءنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداء للكويت خلال أزمة الغزو، ولذلك يحرص مكتب الشهيد على تخليد ذكرى هؤلاء الشهداء في كل المحافل والمناسبات وبشتى السبل
ودعني أوضح نقطة مهمة، عندما عاد أمير الكويت المغفور له الشيخ جابر الأحمد إلى الكويت بعد التحرير وتحديدا في مارس 1991، أول ما فكر فيه هو إنشاء مكتب لرعاية ذوي الشهداء الأبرار وهو (مكتب الشهيد)، والمكتب الثاني هو مكتب الإنماء الاجتماعي وكان دوره دراسة الحالات النفسية ومعالجة الآثار الاجتماعية للغزو
ولذلك كانا مكتب الشهيد، والانماء الاجتماعي، تابعين مباشرة لديوان سمو أمير البلاد الشيخ جابر الأحمد. والملفت أن أول زيارة قام بها أمير البلاد الشيخ جابر الاحمد لدى عودته للبلاد، كانت لأسر الشهداء، وفي يونيو 1991 أصدر المرسوم الأميري رقم 38 بإنشاء مكتب الشهيد لرعاية ودعم أسر الشهداء، وتخليد ذكرى شهداء الكويت الأبرار
– ماذا أعددتم هذا العام لتعظيم شهداء الكويت في يوم الشهيد الموافق 2 أغسطس؟
نحن نحرص سنويا على إقامة فعاليات يوم الشهيد في يوم 2 أغسطس، ونختار شعارا لهذا الاحتفال تتمحور حوله الفعاليات والأنشطة، وشعار هذا العام هو (الكويت باقية) بتضحيات هؤلاء الشهداء وستبقى بإذن الله حرة مستقلة وذات سيادة إلى قيام الساعة
وحرصنا على تنظيم الفعاليات هذا العام داخل المجمعات التجارية، مثل مجمع الأفنيوز ومجمع 360، والخيران مول،ومجمع الصالحية والحمرا مول، نظرا لطبيعة الطقس وصعوبة إقامة الأنشطة في الحدائق والأماكن المفتوحة
– بماذا تختلف أنشطة يوم الشهيد هذا العام عن السنوات الماضية؟
هذا العام ابتكرنا طريقة جديدة وتفاعلية في معرض صور الشهداء، حيث تم التنسيق والاتفاق مع الفنان الكويتي فهد النجار لرسم 30 لوحة تجسد بطولات شهداء الكويت منذ 65 عاما أي منذ الاستقلال وحتى اليوم، وهذا يعني أن قامة الشرف لشهداء الكويت لم تقتصر على شهداء الغزو العراقي للكويت، وإنما شملت جميع شهداء الكويت ما قبل وبعد الغزو
والجديد أيضا هذا العام هو تطويع التكنولوجيا الرقمية لخدمة أهداف ورسالة مكتب الشهيد، لأننا نعلم أن الجيل الحالي لا يقرأ إلا من رحم ربي، ولكن اهتمام الجيل الكبير منصب على منصات الانترنت والإعلام الرقمي، فأردنا أن نخاطبه بلغته وفي منطقة اهتمامه، والشريحة الأساسية التي هي محط اهتماما في مكتب الشهيد هم مواليد ما بعد الغزو، ونحرص على تعميق قيم الولاء وحب الوطن لدى هذه الفئة بإحياء ذكرى الشهداء وتضحياتهم في كل المحافل والمناسبات
ومن جهة تقنيات معرض الشهيد هذا العام، سوف ستتضمن كل لوحة (AR code)) يمكن زوار المعرض من الاطلاع على قصة الصورة وجميع التفاصيل المتعلقة بها، على سبيل المثال إذا كانت الصورة المعروضة لبيت القرين وبمجرد مسح الكود يقود المتصفح إلى فيلم مصور عن أبطال المكان وكل ما يتعلق بالمعركة وأسماء الشهداء الذين شاركوا فيها وصورهم وطبيعة المواجهات التي خاضوها وتواريخ استشهادهم
لم يستدل عليهم
– كم تبقى من المفقودين الذين لم يستدل على رفاتهم حتى الآن؟
نحن نتعاون مع اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين في هذا الجانب، وبحسب السجلات لدينا في مكتب الشهيد حتى 28 يوليو 2024، فإن عدد الأسرى الكلي المسجل بسجلات اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين هو 601، بينما ما تم اعتماده لدى مكتب الشهيد وبقرار مجلس الأمناء هو 557 شهيدا، وعدد المفقودين الذين لم يستدل على رفاتهم حتى الآن حوالي 44 مفقودا
والجهود مستمرة على عدة مستويات محلية متمثلة في وزارة الداخلية والأدلة الجنائية، وأيضا الخارجية واللجنة الوطنية لشؤون الأسرى والمفقودين، وأيضا التنسيق مستمر مع الجهات العراقية المسؤولة ومع الصليب الأحمر الدولي، بتكثيف الجهود واستمرار البحث عن رفات المفقودين، ولن نهدأ أو نكل أو نمل حتى نعثر على رفات آخر مفقود، لأن هذه الأرض أحبتهم وهم أحبوا هذه الأرض وقدموا أرواحهم فداء لها، وأقل ما نقدمه لهؤلاء الشهداء الأبرار هو أن يحتضن تراب هذه الأرض رفاتهم الطاهرة، ويستمر تخليد ذكراهم وبطولاتهم لدى الأجيال الحالية والقادمة
– بعد اعتماد مجلس الأمناء اسم الشهيد، من أين تبدأ رحلة التكريم، وما طبيعة الدعم الذي يقدم لأسرته؟
نحن نعتبر الأسير المفقود شهيداً، ولأسرته مطلق الحرية في رفع دعوى قضائية واستصدار حكم باعتباره متوفى شهيدا حتى لو لم يستدل على رفاته، وعلى ضوء ذلك لدينا حوالي 585 أسير شهيد مسجلين ومعتمدين لدينا في مكتب الشهيد، بعد اعتماد مجلس أمناء مكتب الشهيد اسم معين واعتباره (شهيدا) بقرار من رئيس مجلس الأمناء وزير شؤون الديوان الأميري، نبدأ مراحل فتح ملف للأسرة والقيام بزيارات ميدانية لمنزلهم والتعرف عليهم عن قرب والاستماع إلى مشاكلهم والعمل على حلها
هذا بالإضافة إلى الدعم المادي الذي يوفره مكتب الشهيد لأسر الشهداء، ناهيك عن الرعاية التربوية والصحية والنفسية والاجتماعية لهذه الأسر، من خلال فريق من الباحثين الاجتماعيين في مكتب الشهيد الذين يقومون بزيارة أسرة الشهيد في منزلهم والاطلاع عن قرب على مشاكلهم واحتياجاتهم، ووصلنا لمرحلة في هذا الاطار أن الأم أو زوجة الشهيد تقول اللي في قلبها وتختص مكتب الشهيد بأسرارها ومالا تقوله للآخرين من أسرتها، وهذا بفض الله نتيجة الثقة والعمل بإخلاص والسعي الدؤوب على خدمة هؤلاء الأسر والعائلات وأبنائهم
ولله الحمد وإن كانت الكويت تقدم خدمات مجانية لجميع مواطنيها، لكن يزيد على ذلك أن مكتب الشهيد يعطي الأولوية لذوي الشهداء وأسرهم في جميع الخدمات، أولوية السكن والعلاج الصحي والتعليم والتوظيف، كلها متاحة لأبناء الشهيد وزوجته ووالديه
الرعاية هل تمتد لأحفاد الشهداء؟
لا، لا تمتد إلى الأحفاد، وإنما تقتصر على الأب والأم والزوجة والأنباء، ونحن مع أبناء الشهداء في جميع المراحل العمرية والحياتية حتى نسلمه مكافأة مادية عند الزواج، ولكن لا تشمل الرعاية أبنائه أي أحفاد الشهيد، وعندما نتحدث عن أبناء الشهداء بعد الغزو بعضهم كان عمره عام واحد وعامين وخمسة أعواد وهكذا
والآن أصبح عمره 40 أو 50 عاما، ومعظمهم تزوجوا وأنجبوا أطفالا، هنا دورنا يتوقف عند أولاده ونستمر في رعايته هو، ونحن نعمل على حل المشكلات التي يواجهها باعتباره ابن الشهيد، وبعضهم قد يحتاج إلى الدعم والارشاد والمساعدة على كيفية بناء أسرة جديدة، ولهذا الهدف أنشأنا أكاديمية الأنباء لمدة 3 شهور سنويا، ندربهم خلالها على كيفية التعامل مع الزوجة أو الزوج الجديد، والتعامل مع الأطفال والأبناء الجدد وكيفية بناء أسرة مستقرة وسعيدة
وأيضا المساعدة على الاستقرار الوظيفي لبعضهم، ودعم ومساعدة أصحاب المشاريع منهم ومن ينوي تأسيس مشروع خاص به، ورعاية الموهوبين منهم، وحتى حديقة البيت نساعدهم على ترتيبها وتنسيقها من خلال المختصين لدينا في جميع شؤون حياتهم
– هل هناك من بين أبناء الشهداء موهوبون ومبتكرون؟
نعم، وعدد كبير منهم لديه مواهب متعددة، ولذلك نحن لدينا في مكتب الشهيد أكثر من برنامج لدعم ورعاية الموهوبين والمبتكرين من أبناء الشهداء، سواء في الرسم أو الكتابة والشعر، والتدبير المنزلي وصناعة المواد المنزلية وغيرها من المهارات. واتصور أن الظروف الصعبة التي عاشوها بعد فقد والدهم أيقظت مهاراتهم وجعلتهم يبدعون في مجالات عدة، ونحن بدورنا عملنا على رعاية هذه المواهب وثقلها
وأتذكر واحدة من أبناء الشهداء تكتب مسلسلات تليفزيونية كاملة ومبدعة في هذا المجال، وهناك رسامين، وقانونيين وأطباء، وأحدهم يكتب بحوث متخصصة للملكة المتحدة
الشهداء البدون
– أبناء الشهداء (البدون).. هل يشعرون بأي نوع من التمييز كونهم غير كويتيين؟
أولا (الجنسية) أمر سيادي يختص به صاحب السمو أمير البلاد، وملف التجنيس تختص به وزارة الداخلية وتبحث مدى استحقاق كل شخص للجنسية من عدمه، وهذا موضوع خارج اختصاص مكتب الشهيد، نحن فقط نزود الجهات المعنية بأسماء الشهداء وذلك بحسب تصنيفات ثلاثة، الشهداء في العمليات الحربية والمعارك والالتحام مع العدو مباشرة وهي أعلى فئة، وشهداء أثناء تأدية الواجب العسكري في الجهات الرسمية الأربعة (الجيش والشرطة والحرس الوطني والإطفاء)، أما الفئة الثالثة والأخيرة من الشهداء فهم نتيجة الكوارث الطبيعية والاستثنائية مثل الفيضانات وضحايا مسجد الصادق، وضحايا العمليات الإرهابية في المقاهي الشعبية ومحاولة استهداف موكب سمو الأمير. الراحل الشيخ جابر الأحمد
وفيما يتعلق بأمور الجنسية، هناك تنسيق بين مكتب الشهيد والجهاز المركزي لمعالجة أوضاع المقيمون بصورة غير قانونية، لتسهيل مهمة أبناء الشهداء من ذويهم فيما يتعلق بتسهيل إجراءات استخراج البطاقة الأمنية والعلاج والتعليم والتوظيف وخلافه من الأمور، وهنا يجب التنويه لأمر مهم بأن الشخص المقيم بصورة غير قانونية لا يستحق التجنيس لمجرد أنه ابن الشهيد، ولكن يخضع للشروط واللوائح التي تضعها الدولة، وكثير من أبناء شهداء العلميات العسكرية حصلوا على الجنسية الكويتية قبل الغزو وبعده
– هل يصل دعم أسر الشهداء البدون إلى درجة تقديم بيت لهم مثلا؟
لاحظ أن غالبية الشهداء من المقيمين بصورة غير قانونية هم من العسكريين ولديهم بيوت شعبية، وقانون دولة الكويت ينص على عدم تملك البيوت لغير الكويتيين
– مكتب الشهيد أبرم 22 برتوكول تعاون مع جهات مختلفة، هل من توضيح لأوجه التعاون؟
على سبيل المثال وقعنا أخيرا برتوكول تعاون مع وزارة الأشغال العامة لتخليد ذكرى الشهداء على أهم الطرق والجسور في دولة الكويت، وأن يحمل كل جسر اسم شهيد بشكل رسمي ومعتمد ويتم تضمينه على خرائط محرك البحث جوجل، على سبيل المثال الجسر الواقع في منطقة القرين سيحمل اسم (جسر شهداء القرين) وبهذا الاسم ستجده في محرك البحث وطريق الوصول إليه، وهكذا في مناطق الفروانية والأحمدي والجهراء ومختلف مناطق الكويت ستحمل الجسور والتقاطعات أسماء الشهداء في كل منطقة وأسماءهم وصورهم من خلال رسومات وجداريات تخلد ذكراهم وتجسد تضحياتهم وبطولاتهم
أيضا لدينا برتوكول تعاون مع الهيئة العامة للزراعة، وتم حصر 57 حديقة عامة ستحمل أسماء شهداء المناطق، وكذلك سوف يكون هناك تجسد لأسماء الشهداء وصورهم وقصص بطولاتهم في هذه الحدائق العامة.
أيضا مع الجمعية الكويتية للعلاقات العامة وقعنا برتوكول تعاون لنشر صور الشهداء وتخليدهم في الأماكن العامة، وليس آخر البرتوكولات مع جمعية مكافحة المخدرات والمشروع الوطني (غراس) لحماية المجتمع وأبناء الشهداء من آفة المخدرات، ولله الحمد أبناء الشهداء مميزون ومتفوقون ونحن نقوم بتوعيتهم هم وأبناؤهم من خطر المخدرات من خلال الندوات التوعوية والأنشطة في هذا الجانب
– لاحظت عدم ثبات في أرقام الشهداء فما السبب؟
كما قلت لك إن الشهداء أثناء أداء الواجب في الجهات العسكرية الأربعة (الجيش والشرطة والحرس الوطني والإطفاء) في حالة زيادة مستمرة، ونسأل الله السلامة وألا يزيد العدد عن آخر إحصاء لدينا في2 أغسطس 2024 وهو1342 شهيدا، منهم 969 شهيدا أثناء فترة العدوان العراقي على دولة الكويت فقط.
ولدينا في مكتب الشهيد 293 رفات، و264 حكم محكمة بالوفاة، وإجمالي الشهداء الأسرى المسجلين في مكتب الشهيد 557 شهيداً من أصل 605، إذن يتبقى حوالي 44 شهيداً مفقودا لم يستدل على رفاتهم وغير مسجلين في مكتب الشهيد
– قلت في إحدى تصريحاتك أنكم تشملون بالرعاية 19 ألف شخص من أسر الشهداء!
نعم لأن متوسط عدد الأبناء لحوالي 1342 شهيدا ما بين خمسة إلى سبعة أشخاص تصل إلى هذا العدد تقريبا
مناهج الشهداء
– لديكم تعاون كبير مع وزارة التربية، متى يتم تضمين المناهج مادة لبطولات الشهداء؟
هذا من ضمن برتوكولات التعاون مع وزارة التربية، أن يكون هناك قصص الشهداء الأبطال ضمن المناهج ليكونوا نبراس وقدوة لأبنائنا الطلبة والطالبات في مختلف المراحل الدراسية، ولتعزيز الروح الوطنية بقصص العطاء والتضحيات التي جسدها شهداء الكويت الأبرار، وتم الاتفاق مع وزارة التربية التي تستعد لتعديل المناهج أن يكون ضمن التعديل الجديد هذه المادة التي تتناول تضحيات وبطولات الشهداء
– هل قدمت مشروع منهج أو محاور لتضمينها في المنهج الجديد؟
لا، لم نقدم منهجاً محدداً وإنما أبدينا رغبتنا وقدمنا رؤيتنا، على أن يتولى المتخصصون في وزارة التربية وضع هذه المناهج وفق خطتهم التربوية وبحسب المراحل العمرية والدراسية، ونحن مستعدون بطبيعة الحال لتزويد وزارة التربية بجميع المعلومات والاحصائيات والتفاصيل المتعلقة بقصص الشهداء
هناك جانب آخر يتعلق بالتعاون مع وزارة التربية، فقد أعددنا كتيبات تتضمن حيثيات الشهداء كل حسب ظروف استشهاده، وقمنا بتوزيع هذه الكتب والكتيبات على مكتبات وزارة التربية، وأقمنا المسابقات الثقافية من خلال قراءتهم لهذه القصص والاجابة على أسئلة المسابقات تكون من واقع هذه القصص والبطولات للشهداء
– جناح مكتب الشهيد في معرض الكتاب كان زاخرا بالكتب والإصدارات، هل توقف النشر الورقي لديكم الآن؟
النشر الورقي قل ولم يتوقف، وإن كان الاتجاه العام نحو النشر الالكتروني، وأغلب صحف العالم اليوم تتجه نحو النشر الالكتروني، ونحن ما زلنا نحرص على تقديم الكتيبات المطبوعة، ولكن الجبهة الالكترونية هي الأكثر نشاطا والتركيز عليها كبيرا لأننا نخاطب جيل التكنولوجيا الرقمية والمنصات والالكترونية، حتى (مجلة الهوية) التي تصدر عن مكتب الشهيد اكتفينا بأن تكون الكترونية متوفرة على الموقع الالكتروني للمكتب شهريا، ولا ندخر جهدا في الوصول للشرائح المستهدفة بجميع وسائل النشر
– هل لدى مكتب الشهيد تعاون مع نظرائه خارج الكويت؟
نعم لدينا تعاون مع مكتب الشهيد في الإمارات، وتم انشاء مكتب الشهيد في إمارة أبو ظبي على غرار مكتب الشهيد في الكويت وقمنا بتزويدهم بالهيكل التنظيمي وجميع المعلومات والتقنيات اللازمة لنشاط المكتب، وتم تبادل الزيارات بين مكتب الشهيد في الكويت والإمارات
أيضا هناك تعاون وتنسيق مع مملكة البحرين، ونحرص على تنسيق وتوحيد الجهود على مستوى دول الخليج لتخليد ذكرى الشهداء في مختلف دول الخليج
– ما أحدث مشاريعكم الميدانية؟
نعمل على تجسيد جدارية جديدة في مطار الكويت الجديد T2 بالإضافة إلى تحديث الجدارية القديمة في المطار الرئيسي T1، وقمنا بالتعاون مع الفنانين الكويتيين بتشييد جدارية جديدة في حديقة الكويت تجسد أسماء عوائل الشهداء، لنكتشف أن حوالي 90% من عوائل الكويت قدموا شهداء سواء أثناء فترة الغزو أو قبله وبعده، هذا وجار إنشاء نصب تذكاري في الدوار المقابل لمقر مكتب الشهيد في ضاحية عبدالله المبارك (مشرف)
– ما هي رؤيتكم المستقبلية في مكتب الشهيد لرعاية أبناء وأسر الشهداء؟
المرسوم الأميري بإنشاء مكتب الشهيد تعدل لتوسيع دائرة الرعاية وشمولها جميع أبناء وأسر شهداء الكويت في مختلف الميادين، وكان رؤية أمير الكويت الراحل المغفور له الشيخ صباح الأحمد أن يكون لمكتب الشهيد الاستمرارية وتتطور أنشطته وتتسع خدماته، واستفدنا بتعديل المرسوم الأميري عند وقوع ضحايا مسجد الصادق فشملهم التعديل وتم تصنيفهم كشهداء وتم شمول أسرهم بالرعاية الكاملة التي تقدم لجميع أبناء الشهداء
كذلك عند حدوث الأمطار الغزيرة وتم تسجيل شهيد واحد من فئة غير محددي الجنسية وتم تسجيله لدينا في مكتب الشهيد، وبالنسبة للحالة الأخيرة لابد أن يصدر قرار من مجلس الوزراء بتوصيف الحدث على أنه كارثة وبالتالي يصبح ضحايا هذه الكارثة شهداء ويشملهم مكتب الشهيد بجميع سبل الرعاية والدعم، وبالتالي نحن لا نستقبل أي شهيد مدني إلا بقرار من مجلس الوزراء يصف ظروف وفاته أثناء حدوث كارثة طبيعة أو استثنائية، لكن الشهداء العسكريين يصلون إلينا مباشرة من الجهات العسكرية الأربعة سالفة الذكر
– رسالة أخيرة لكل كويتي ومقيم على أرض الكويت في ذكرى 2 أغسطس هذا العام؟
أقول لهم إن هؤلاء الشهداء بمثابة الشجرة الكبيرة التي تحمي الكويت بظلها، فلهم النعيم في جناة الخلد، وعلينا ألا ننسى تضحياتهم وبطولاتهم ونخلد ذكراهم، وأقول للجميع أنت دون وطن ما تسوى شيء وهذه حقيقة جربناها على مدار شهور الغزو المظلمة، وهذه الأرض حافظوا عليها وقدموا الغالي والنفيس من أجلها، ونحن نفخر ببطولات هؤلاء الشهداء، ونحرص على تقديم كل الدعم لذويهم وأسرهم
40 شهيداً كويتياً على أرض مصر
في سياق الحديث عن نشاط مكتب الشهيد خارجيا، ذكر الوكيل المساعد بالديوان الأميري مدير عام مكتب الشهيد صلاح العوفان، إنه وبالتنسيق مع الجيش المصري سوف يتم إنشاء جدارية لشهداء الكويت الذين شاركوا في الحروب المصرية واستشهدوا ودفنوا في مقبرة السويس، وسوف يتم تشييد الجدارية بأسماء وصور الشهداء الكويتيين وعددهم حوالي 40 شهيدا، على أن تفتتح رسميا في احتفالات أكتوبر المقبل 2024، بالتنسيق مع الجيش المصري
وذكر العوفان أن أمير الكويت الراحل الشيخ صباح السالم أرسل لواءين من قوة الجيش الكويتي آنذاك والتي كانت لا تتعدى ثلاثة أولية، فقد أرسل لواء كامل إلى مصر أثناء حرب 67 ولواء آخر إلى سوريا، وتم تزويد اللواءين بحوالي نصف أسلحة اللواء الوحيد المتبقي في الكويت، وكذلك في حرب أكتوبر 73وهذا إنما يدل على قوة ومتانة علاقات الكويت مع أشقائها العرب أثناء الحروب في مواجهة العدو الصهيوني، الأمر الذي يجسد عطاءات الكويت في السلم والحرب.
معرض بمكتب الشهيد لتعزيز قيم الولاء والانتماء
أكد المدير العام لمكتب الشهيد صلاح العوفان أمس الخميس، حرص المكتب على إقامة فعاليات سنوية لإحياء ذكرى شهداء الكويت وترجمة بطولاتهم وتضحياتهم التي تساهم بإيصال رسائل وطنية للمجتمع وبما يعبر عن التقدير لكل من وهب روحه فداء لأرض الوطن
جاء ذلك في تصريح أدلى به العوفان لـ كونا أمس، خلال افتتاح معرض الصور التفاعلية الذي نظمه مكتب الشهيد بمجمع الأفنيوز تحت عنوان الكويت باقية بمناسبة الذكرى الأليمة الـ34 للغزو العراقي الغاشم على الكويت
وقال إن المعرض يهدف إلى تعزيز قيم الولاء والانتماء لدى أبناء الشعب وتجسيد بطولات شهداء الكويت الأبرار منذ الاستقلال عام 1961 حتى اليوم تقديرا لكل من وهب روحه فداء لأرض الوطن
وأوضح أن فعالية الكويت باقية تتكون من خمسة معارض تضم صورا لشهداء الكويت ولوحات فنية ومجسمات يقيمها المكتب في مجمع الأفنيوز ومجمع 360 ومجمع الخيران ومجمع الصالحية ومجمع الحمراء. وأضاف أن معرض الصور التفاعلية في مجمع الأفنيوز يضم 30 لوحة فنية تفاعلية على تقنية الواقع المعزز تجسد قوة وصمود شهداء الكويت واستبسالهم في الدفاع عن أرضهم
وأشار إلى حرص القيادة السياسية في الكويت على دعم مكتب الشهيد من خلال تقديم الرعاية المتميزة لأسر الشهداء وتخليد ذكراهم في المحافل والميادين العامة في البلاد
يذكر أن إجمالي عدد الشهداء المسجلين لدى مكتب الشهيد يبلغ 1342 منهم 921 شهيدا بالعمليات الحربية و267 شهيدا بالكوارث الطبيعية والحوادث الاستثنائية و154 شهيدا بالواجب العسكري