الجراح: أبناء الشهداء الفائقون على المسار الصحيح كما كان آباؤهم جنوداً في خدمة الكويت
الراي ، الشاهد ،كونا
رأى نائب وزير شؤون الديوان الأميري نائب رئيس مجلس الأمناء في مكتب تكريم الشهداء وأسرهم الشيخ علي الجراح، أن رعاية أبناء شهداء الكويت الأبرار وتذليل كل الصعاب أمامهم، مهمة سامية وشرف كبير يُعهدان إلى مكتب الشهيد، لكي يسيروا على المسار الصحيح في تحصيلهم العلمي وتعزيز مسيرتهم على طريق اكتساب المعرفة، ليكونوا كما كان آباؤهم جنوداً في خدمة الكويت، مدافعين عن عزتها وكرامتها، متمسكين بأرضها، وعناصر فاعلة تعلي صرحها على كل صعيد.
وقال الشيخ الجراح في الحفل السنوي لمكتب الشهيد التابع للديوان الأميري للفائقين من ابناء الشهداء الليلة قبل الماضية في فندق ريجنسي، برعايته وحضور مدير عام مكتب الشهيد فاطمة الأمير «ألتقي بكم بكثير من الفرح والسعادة وأبناؤنا قد حققوا بعون من الله، النجاح والتفوق والتميز على طريق التحصيل العلمي، واكتساب المعرفة من أجل بناء كويت المستقبل».
واضاف الجراح «إني إذ أهنئكم بتفوقكم، فإني أهنئكم أيضا بما تشعرون به من فخر واعتزاز، فأنتم أبناء شهداء الكويت الأبرار الذين رووا هذه الأرض الطاهرة بزكي دمائهم، فصنعوا الخلود لأرواحهم، ووهبوا لنا حياة كريمة عزا وفخارا، وفازوا بالمنزلة العظيمة، مصداقا لقوله سبحانه وتعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون). لقد زرعتم فحصدتم… لقد زرعتم الاجتهاد والمثابرة على طريق العلم… فحصدتم النجاح والتفوق. وإن ما بذلتموه من جهد، وما حققتموه من إنجاز، لهو أكبر دليل على السير على نهج آبائكم الذين كانوا رمزا للإخلاص والصدق والولاء والعطاء والفداء».
وأضاف «طالبنا صاحب السمو أمير البلاد قائد الإنسانية الشيخ صباح الأحمد، بأن نترجم شعار الولاء للوطن إلى سلوك ملموس، وأن نكون جميعا على رؤية واحدة، في تجسيد مفهوم عملي واضح للوحدة الوطنية بما يحفظها ويصونها، ولقد طالبنا سموه بالعمل لكي تعتلي الكويت مكانتها السامية، ومجدها السامق، وإن ذلك لن يتأتى إلا بتفعيل حب الوطن والاستعداد للدفاع عنه،بالتمسك بالوحدة الوطنية الحاضنة لأبناء هذه الأرض الطيبة، وأن نترجم شعار الولاء للوطن إلى سلوك ملموس، تماما مثلما فعل آباؤكم وأمهاتكم، الذين ضحوا بأرواحهم تكريسا لانتمائهم لوطنهم، لتبقى الكويت وطنا حرا مستقلا مرفوع الراية، عزيزاً أبياً، وطناً للجميع، يسود بين أبنائه صفاء النفوس، وحب العمل، وصدق الانتماء لهذه الأرض الطاهرة».
وخلص قائلاً «اننا لنعاهد حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد على أن نواصل مسيرة رعاية أبناء الشهداء، وتثبيت أقدامهم على طريق التفوق، ليكونوا كما كان آباؤهم جنوداً في خدمة الكويت، مدافعين عن عزتها وكرامتها، متمسكين بأرضها، وعناصر فاعلة تعلي صرح الكويت في كل مجال».
من جانبها، قالت الوكيل المساعد مدير عام مكتب تكريم الشهيد فاطمة الامير،إن اللقاء مع أبناء الشهداء «يتجدد كل عام، مثلما تواصلنا معكم دائم ومستمر لتعزيز مسيرتكم على طريق العلم والحياة، ولتأكيد العهد الذي قطعناه على أنفسنا بتكريم ذكرى شهدائنا الأبرار ورعاية أبنائهم وأسرهم».
وأعربت الأمير عن سعادتها أن «نرى في كل عام كوكبة متجددة من طلبتنا الفائقين والفائقات الذين سيسيرون بعون من الله على طريق العلم والإبداع والتفوق، خدمة لوطننا الغالي الكويت، لأننا ومما يسعدنا ويكرم مكتب تكريم الشهداء وأسرهم أننا في هذا العام دخلنا مشروع أكاديمية المبدعين، شعارها تأسيس شخصيات ومجاميع من أبناء شهداء الكويت الأبرار، ورسالتها العمل على بناء الإبداع في شخصياتهم، وجعلهم قدوة مؤثرين ومنتجين في المجتمع الكويتي. وكذلك مساعدتهم على تحقيق طموحاتهم وهواياتهم من خلال دورات من التدريب العملي والنظري على مدى اثني عشر أسبوعا، للكشف عن مكنون الإبداع العلمي والعملي في شخصياتهم، اقتداءً وتأسياً بنهج وإرشادات صاحب السمو أمير البلاد الذي دعا إلى تأصيل البحث العلمي لتحقيق التنمية المستدامة بالوطن العزيز والاستفادة من الخبرات في تنفيذ المشاريع التي تخدم الوطن والمواطنين والارتقاء بالوسائل والآليات المتبعة، في عملية البحث العلمي التي تسهم في نهضة الكويت ودفع مسيرة التطور فيها إلى الأمام».
واضافت «شعارنا دائما قول سموه إن (الكويت العزيزة تستحق أن نفديها بكل غال من روحنا ودمنا، ومن عزمنا وإرادتنا، فهي يومنا وهي أمسنا وهي مستقبلنا المعمور بالأمل بإذن الله). وأنتم بارك الله بكم، أهل لهذه المهمة ولكل مهمة سامية، لأنكم ورثتم عـن آبائكم الصدق في القول، والإخلاص في العمل، والتفاني في خدمة الوطن، والذود عنه، والعمل لرفعة شأنه على كل صعيد».
وقالت «كلمة أطلقها قائد الإنسانية سيدي سمو أمير البلاد، وهي أن (الكويت لا تُبنى إلا بسواعـد أبنائها) فكانت القبس والنور الذي نهتدي به للانطلاق نحو بناء دولة الكويت الحديثة، بلد الوفاء والعطاء، وموطن الرحمة والتكافل، من أجل شحذ عزيمة أبنائنا وتعزيز تصميمهم على السير قدما على طريق التفوق والنجاح والعمل البناء، ليكونوا كما كان آباؤهم جنودا في خدمة الكويت، يدافعون عن عزتها وكرامتها، شعارهم الولاء للوطن الغالي الكويت، عاملين لإعلاء صرحه في كل مجال من مجالات العلم والتقدم، ومجسدين تطلعات سمو أمير البلاد، من أجل بناء المواطن الكويتي المتسلح بالإيمان والعلم والمعرفة المتقدمة، وبالقيم الأخلاقية المتأصلة في أعماق ثوابتنا ومواريثنا الفاضلة».
تكريم 99 فائقا
تخلل الحفل تكريم الفائقين وفق دراستهم وتخصصاتهم، فمنهم المتميزون وحملة الشهادات العليا والمراحل التعليمية بدرجتي الامتياز وجيد جداً.
وكرم المكتب 11 طالبا من ابناء الشهداء حاصلاً على شهادة الدكتوراه، و19 من حملة شهادة الماجستير، كما تم تخصيص فئة التميز لـ 6 ممن حصلوا على شهادات تقديرية على المستوى المحلي والعربي، و63 طالبا وطالبة تفوقوا دراسياً في المراحل التعليمية، بواقع 35 امتيازا و28 جيد جدا.