“قصيدة وطن”… لحن وفاء لمن ضحى في سبيل الكويت
أسدل الستار على فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الكويت الدولي للمونودراما، التي حملت اسم الفنان القدير محمد المنصور، شهد الختام عرض مسرحية «قصيدة وطن»ً لمكتب الشهيد، من تمثيل جمال الردهان وتأليف نادية القناعي، الى جانب تكريم مكتب الشهيد وعدد من المشاركين والمنظمين للمهرجان.
حضر حفل الختام نخبة من نجوم الساحة الفنية والاعلامية تقدمهم رئيس ومؤسس المهرجان المخرج جمال اللهو، المشرف العام على قراءة النصوص المخرج حسين المفيدي، الفنانة زهرة الخرجي والفنان القدير عبدالعزيز الحداد وصلاح العوفان ممثل المدير العام لمكتب الشهيد واخرون.
بدأ الحفل بكلمة اللهو الذي عبر عن عميق شكره الى الوزير الشيخ محمد العبدالله لدعمه ورعايته لهذا الحدث الثقافي والفني الذي جمع تحت مظلته الاشقاء العرب من شتى ارجاء الوطن الاكبر، مشيدا بجودة الاعمال التي قدمت وتكاتف جهود القائمين على المهرجان، ليصلوا به الى هذه المكانة، ويستمروا للعام الرابع على التوالي، وقال ان المهرجان حقق نجاحا للسنة الرابعة على امل ان يقدم الافضل في دورته المقبلة.
وأشاد اللهو بدعم المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب المستمر لكل المبادرات الجادة والفعاليات الثقافية والفنية في الكويت مثمنا الشراكة القائمة مع مكتب الشهيد.
بدوره اعرب الفنان جمال الردهان عن سعادته بالتعاون مع مكتب الشهيد تحت مظلة مهرجان المونودراما للعام الثاني على التوالي، في عمل وطني بمثابة عرفان بالجميل، الى الوافدين الذين ضحوا بانفسهم من اجل الكويت ابان فترة الغزو الصدامي الغاشم.
من جهتها قالت الكاتبة د. نادية القناعي ان المسرحية عمل مونودرامي عن بطولات الوافدين الذين كانوا في الكويت فترة الغزو الصدامي وكيف ضحوا بانفسهم من اجل الكويت التي عاشوا على ارضها.
واوضحت القناعي: اردنا تكريم هؤلاء الاوفياء المخلصين الذين ضحوا في سبيل ارض عاشوا على تراعها واعطتهم من خبراتهم وهم بدورهم قدروا هذا العطاء وبذلوا ارواحهم في سبيل تخليص هذا الوطن من كيد العدو والحفاظ على بقائه.
ثم كان الحضور على موعد مع تكريم اللجان العاملة في المهرجان وتكريم الجهات الاعلامية التي تابعت الفعاليات.
وبالعودة الى عرض الختام الذي تصدى له الردهان وكتبته بحرفية القناعي سنجد اننا بصدد عمل يحمل لمسة وفاء وكلمة شكر لكل من ضحى بنفسه في سبيل الكويت من الوافدين واستشهد دفاعا عن هذه الارض الطيبة، ابان الغزو الغاشم، هذا العمل يأتي في وقت تعالت فيه بعض الاصوات العنصرية ضد الوافدين، واكد على اننا جميعا اشقاء تحت مظلة الوطن العربي الاكبر، تلك الافكار التي تضمنها العمل، الوفاء، انكار الذات، ومعنى الاخوة والانتماء جميعها افكار وضعتها القناعي ضمن السياق الدرامي للاحداث عن قصة رجل في مطلع الخمسينات يستيقظ على صوت طلقات نارية ليعتقد ان الكويت تعرضت للغزو مرة ثانية ويتساءل عما يحدث، ليكتشف ان ما يسمعه هو برنامج اذاعي عن الغزو الصدامي.
ويجتر “سالم” بطل العمل الذكريات وكيف تعاضدت الدول العربية في موقف حازم ضد العدوان الصدامي، مسترجعا جزءا من خطاب الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك، ومتوقفا عند بعض الاغنيات التي رفضت هذا العدوان، وذلك من خلال علاقته بالراديو، هذا الجهاز الذي اختذل حينها المسافات، وكان نافذة مفتوحة على مصراعيها على العالم قاطبة، ويمضي “سالم” في حديث الذكريات حول علاقته بصديقه الاردني الذي وقف الى جانبه عقب رحيل والديه، وكيف كان هذا الصديق نعم الرفيق والصاحب وجذب “سالم” الى عالم الشعر والموسيقى الراقية، وتأكيد هذا الرجل على انتمائه الروحي للكويت التي اعتبرها امه، ورفض ان تسقط فريسة للعدوان الغاشم فخرج الى الشارع يستنكر ما يحدث الى ان استقبل نيران العدو بصدر مفتوح وسقط شهيدا.
استطاع الردهان التعبير عن شخصية “سالم” بحرفية عالية، وانهمرت دموعه في مواقف عدة، لا سيما في مشهد الختام، عندما رفع احدى يديه ليقدم التحية الى الكويت وشهدائها الابرار، من مختلف الجنسيات العربية، ويمضي الردهان من حالة الى اخرى بذكاء شديد وتمكن يحمل خبرة سنوات العطاء الفني يحاور رفيقه في وحدته «الراديو» وينتقل بين شخصه وشخصية رفيق دربه سعيد.
ولعل من احد اهم ملامح العمل السينوغرافيا التي كانت اقرب الى لوحة تعبيرية من ديكورات، اضاءة، مؤثرات، موسيقى، منظومة متناغمة قدمة فرجة مسرحية مميزة.
لقطات
– بدأ حفل الافتتاح في موعده بحضور جيد.
– انهمرت دموع الفنان القدير جمال الردهان بعد العرض وكان محاطا بالحضور الذين صعدوا لتهنئته.
– كرم جمال اللهو الفنان الردهان عقب العرض فضلا عن تكريم صلاح العوفان مدير ادارة مكتب المدير العام وممثل المدير العام في مكتب الشهيد.