منارة العلم والثقافة تضيء شمعتها الثانية والأربعين
أضاءت الكويت، منارة العلم والثقافة، شمعتها الثانية والأربعين أمس، مع انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب الذي يقيمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سنويا في أرض المعارض، برعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، وتشارك فيه جهات حكومية وخاصة وغير ربحية، إضافة إلى 479 دار نشر، تقدم أكثر من 11 ألف عنوان جديد.
ورحب وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله، الذي افتتح المعرض نيابة عن راعي الفعالية، بضيوف المعرض، وقال «أنتم أهل الدار ونحن ضيوف لديكم، وسامحونا إذا قصرنا معكم، واتمنى أن تحملوا ذكريات جميلة لبلدانكم»، مشيدا بأنشطة المعرض المميزة والتي كانت على مستوى راقٍ ومعززة بتقنيات تضاهي العالم المتقدم.
وقال العبدالله خلال حفل الافتتاح، إن «المعرض بات منارة علمية كويتية، تقدم وتسخر كل مالديها من طاقات، لخدمة المجتمع والارتقاء بالوطن، كما أصبحت من أهم الوجهات التي في المنطقة، ونحن نعمل جاهدين في تنمية الاهتمام بالتكنولوجيا ونشر ثقافتها بطرق ذكية جديدة»، معربا عن خالص شكره للقائمين على جائزة الشيخ سالم العلي للمعلوماتية، وعلى رأسهم رئيس مجلس أمناء الجائزة الشيخة عايدة سالم العلي، وطاقم العمل لما لهم من دور بارز في دعم الشباب الكويتي المبدع.
من جانبه، أكد مدير معرض الكتاب سعد العنزي أن معرض الكويت يعتبر من أقدم المعارض العربية للكتاب، ويحرص الناشرون العرب على المشاركة فيه، والالتقاء بالقراء الكويتيين والمقيمين في الكويت من النخب المثقفة، والتي تحرص على اقتناء كل ما هو جديد من الاصدارات المحلية والعربية والاجنبية المتوافرة في المعرض، وهذا ما حرصت عليه الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب من خلال خلق جو من الإثراء الأدبي والثقافي والمعرفي بين الناشر والقارئ، إضافة الى تنشيط الحركة الاقتصادية لصناعة الكتاب محليا وعربيا.
وأضاف العنزي شارك في المعرض هذا العام 479 دار نشر بشكل مباشر أو عن طريق توكيل تمثل 28 بلدا عربيا وأجنبيا، إضافة الى العديد من المؤسسات الرسمية ومنظمات عربية ودولية وتم تخصيص صالة عرض للاطفال إلى جانب مشاركة نحو 50 دار نشر للمرة الأولى في معرض الكويت، وهي من مختلف الدول العربية وبعض الدول الاجنبية.
من جانبه عبر وكيل وزارة الشباب عبدالرحمن المطيري، خلال زيارته جناح جائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية عن فخره بالسواعد الشبابية الكويتية التي قدمت أفكارا إبداعية مميزة عبر مشاريع تقنية تخدم المجال التكنولوجي والثقافي معا، مبينا أن هذه المشاريع تساهم في توصيل المعلومة بطريقة سهلة وجديدة تواكب العصر الحديث.
وبدوره أكد رئيس اللجنة المنظمة العليا لجائزة سمو الشيخ سالم العلي الصباح للمعلوماتية المهندس بسام الشمري اهتمام الجائزة بإبراز دور الكويت الثقافي والمعرفي عبر مبادرتها الجديدة «رقمنة المعرفة» التي تعد بوابة جديدة تواكب الانغماس في العالم الإلكتروني والتحول الرقمي.
وفي بداية الافتتاح رحب المهندس بسام الشمري بالضيوف، على رأسهم الوزير العبدالله، معربا عن سعادته بمشاركة الجائزة لأول مرة في المعرض الذي يعد فرصة لالتقاء مسؤولي الشأن الثقافي والادباء والمثقفين. وأضاف أن الجائزة في دورتها السابعة عشرة تشارك لأول مرة في تاريخ مسيرتها بمعرض الكتاب، بمبادرة مميزة تحمل في جعبتها العديد من الأنشطة والفعاليات، كانت اولها استعراض مشاريع شبابية تطوع التكنولوجيا لتعزيز المعرفة بمختلف مجالاتها لافتا إلى أن مشاركة الجائزة بالمشاريع الشبابية تأتي في موازاة احتفال الكويت بعاصمة الشباب العربي 2017.
وذكر أن هذه الخطوة تنمي روح الإبداع والابتكار وتطور أدوات المعرفة كما تعزز الهوية الثقافية العربية في عصر العولمة وترسخ دور الكويت الريادي في حقول المعرفة.
من جانبها، اصطحبت عضو اللجنة المنظمة العليا ومنسق لجنة الأنشطة الدكتورة صفاء زمان، الشيخ محمد العبدلله في جولة بجناح الجائزة والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة مقدمة نبذة عن مبادرة الجائزة «رقمنة المعرفة» التي تعد نقطة انطلاق جديدة للمضي قدما نحو التقدم والتطور وترجمة إستراتيجية الجائزة (2015-2020) التي ترتكز على دعم التحولات الرقمية في مسارات المعرفة والاقتصاد.
وقالت الدكتورة صفاء إن الجائزة تفتح بمشاركتها هذا العام في معرض الكتاب آفاقا جديدة للثقافة عبر دمجها بالمعرفة مستمدة ذلك من رؤية سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وقائد العمل الإنساني، في جعل الكويت مركزا ماليا وتجاريا متقدما. وقدمت نبذة عن المحاضرات التي تشارك بها الجائزة وعددها 30 محاضرة مقسمة على ستة أيام في عطلة نهاية الأسبوع الجاري والمقبل، مبينة ان غدا الخميس ستقدم الجائزة خمس محاضرات حول «الابتكارات الرقمية ومحاولات استبدال الكتاب المطبوع، محاولة تسويق المحتوى الالكتروني، نشر وتسويق المعرفة في العصر الرقمي، مشروع لعبة هروب المخارج، ومشروع المدونة الصوتية». وذكرت أن يوم الجمعة تقدم الجائزة خمس محاضرات أيضا وهي «الأنفوغرافيك المتحرك، والواقع المدمج، وإعداد كتاب إلكتروني مقروء، وتقنيات التصوير من أعماق البحر، والتصوير الجوي».
وتابعت أن يوم السبت خصص لمحاضرات خمس أخرى تتمحور حول «مشروع حقيبة الروبوت التعليمي، وتأثير الشبكات الاجتماعية في مهارات القراءة والكتابة، واستخدام الألعاب في التعليم، والتعامل مع محتوى التويتر إعلاميا، وتقنية الواقع المعزز»، مبينة أن المحاضرات يلقيها مختصون في عالم التكنولوجيا.
واستعرضت الدكتورة صفاء زمان المشاريع المشاركة بالمعرض وهي (حقيبة الروبوت التعليمية، وطابعة ثلاثية الابعاد، والواقع الافتراضي، وبرمجة الالعاب الالكترونية، وتطبيق كشكول، وMyu وMagniscope وأرتوبيا، وزدني، ونظام المكتبات الإلكتروني، واختر كتابك، وتعليم البرمجة للاطفال) مؤكدة أن جميعها مشاريع تقنية في مجال المعرفة تخدم مجالي التعليم والثقافة.
وفي الختام دعت إلى زيارة جناح الجائزة الذي يقع في قاعة الاستقبال رقم 6 ويزخر بالعديد من الفعاليات والأنشطة المفيدة التي توسع مدارك الزوار نحو ثقافة «رقمنة المعرفة» الجديدة.
من جانبها، قالت مديرة ادارة التوجيه والرعاية الاسرية في مكتب اشواق العرادة ان المكتب يحرص سنويا على المشاركة في معرض الكتاب، لما له من دور بارز في غرس قيم مجتمعية ووطنية لأبناء المجتمع وجميع زوار المعرض ومن خلال هذا المعرض نحن دائما نحاول نخلد ذكرى شهدائنا الأبرار.
واضافت العرادة خلال كلمة ألقتها لدى افتتاح جناح المكتب في المعرض،«جناحنا هذه السنة مختلف قليلا فلدينا مقتنيات الشهداء موجودة لدينا وايضا صور للشهداء 1238 شهيدا بأربع عشر جنسية مختلفة بأعدادهم و لدينا هذه السنة شعار جديد (الكويت تبيك شقردي ) وشخصيتنا هذه السنه (شقردي) فهو ولد يتكلم مع الاطفال في مسرح العرائس، ويحاول ان يغرس لديهم قيم وطنية قيم المواطنة الصالحة وقيم الولاء الوطني من خلال حواره مع الاطفال».
وذكرت «لدينا فلم انميشن فلم كارتوني سينمائي للأطفال يضم فيلم شقردي، يغرس ايضا قيم وطنية لدى الاطفال ويوجد لدينا مجموعة كبيرة من الهدايا على حسب الاعمار يوجد للاطفال وايضا للكبار وهدايا للكتاب المهتمين كما يوجد لدينا مجموعة قصصية عن الشهداء ومجموعة قصص حيثيات الاستشهاد لجميع شهداء البطولات، وكله متوفر لدينا ونقدم هدايا على حسب الفئة العمرية وعلى حسب اهتمام الشخص وماذا يريد».
وبخصوص مقتنيات الشهيد قالت «يوجد لدينا اكاديمية المبدعين فطلبنا من ابناء الشهداء الذين في الاكاديمية ان يحضروا مقتنيات الشهداء لمن يرغب فأحضروا لنا مجموعة من مقتنيات الشهداء، وحرصنا ان تكون هذه المقتنيات متوائمة مع معرضنا. فنحن حرصنا ان تكون كتبا او نظارة او مقتنى يكون له صلة بمعرض الكتاب. وقد طورنا من اجراء دفتر التشريفات مثل كل سنة ليكون ورقه لكل ضيف يأتي وكل زائر يحب ان يكتب كلمة عن الشهداء فيكتبها ونعلقها في بورد لوحة او لوحتين في بداية المعرض ونهايته، وستجدون كلمات كتبتها الشخصيات التي زارت المعرض وفي نهاية المعرض ستجمع كلها وتعمل كتيب ويتم طباعته».