[ أغسطس 1, 2022 بواسطة admin 0 تعليقات ]

العوفان: يوم الشهداء يُجسِّد أسمى المعاني الوطنية

المصدر: المحلية

التاريخ: 2022/7/31

 

* سمو الأمير وولي العهد واصلا الرعاية السامية للمكتب وتكريم الشهداء
* ذكرى الغزو العراقي تحمل في طياتها عبراً ودروساً وتضحيات وعمقاً للقيم
* مواجهة الشعب الكويتي للعدوان مرحلة فريدة في مسيرة الوطن وكفاح أهله

كتب – عبدالناصر الأسلمي:

قال الوكيل المساعد بالديوان الأميري مدير عام مكتب تكريم الشهداء ورعاية أسرهم صلاح العوفان إن ذكرى 2 أغسطس 1990 لا تنسى، تتوارثها الأجيال، وسوف يستمر أبناء الكويت في تناول سير الشهداء العطرة جيلاً بعد جيل، واختبار إرادة الشعب الكويتي في قوته وصموده.
واضاف العوفان في بيان صحافي أمس أن تاريخ ذلك اليوم شهد ميلاداً مشرقاً لشعب أذهل العالم بقوة عزيمته، واستبساله بالدفاع عن أرضه وكرامته، وهو الذي أخذ على حين غرة عندما وجد نفسه أمام جيش متخم بأحدث آلات الموت والدمار.
وأكد أن مواجهة الشعب الكويتي للعدوان شكلت مرحلة فريدة في مسيرة هذا الوطن وكفاح أهله، “إلا إن التاريخ يخبرنا بأن ذلك الحدث لم يكن إلا صفحة من الصفحات المشرقة لهذا الشعب، وهو يزخر بأمثلة رائعة تكشف عن عمق القيم في وجدان وتفكير المواطن الكويتي، وما بناه الكويتيون للأسوار الثلاثة لبلدهم إلا دليل على استعدادهم للدفاع عن سلامة وطنهم ووحدته في كل مرحلة من مراحل التاريخ”.
وقال: وفي هذا اليوم تحل الذكرى 32 للغزو العراقي الذي استهدف كيان وسيادة الكويت، محاولا محوها من خارطة العالم وضمها الى العراق، غير ان الارادة الدولية تصدت لكيد العدوان وأرجعت الحق الكويتي بعد احتلال دام قرابة سبعة الأشهر.
وذكر أن تعنت النظام العراقي وعدم استجابته لتلك الارادة استوجبا تصدي المجتمع الدولي بكل حزم واقتدار له فكان لابد من اتخاذ القرار الحاسم في دحر هذا العدوان الآثم، وانطلقت عملية عاصفة الصحراء التي قامت بها قوات التحالف الدولي في 17 يناير 1991 حتى تحررت الكويت في 26 فبراير من العام نفسه.

مكتب الشهيد
وأفاد العوفان أنه سعيا للمحافظة على القيمة العظيمة للشهادة، وتقديراً للعمل البطولي للشهداء، وتتويجاً للملحمة البطولية الرائعة لهذا الشعب، فقد أصدر الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد مرسوماً أميرياً “38 /‏ 1991″، في 19 يونيو 1991 بإنشاء مكتب الشهيد، واستكمل هذه الرعاية الكريمة الأمير الراحل قائد العمل الإنساني سمو الشيخ صباح الأحمد.
وقال إن الرعاية الكريمة استمرت من سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد اللذين سعيا لتحقيق الأهداف السامية والمتمثلة في تكريم سموهما للشهداء، وتخليد بطولاتهم وتضحياتهم، وكذلك الرعاية الكريمة لسموهما لأسره الشهداء وذويهم، تأكيداً على تقديرهم والمجتمع الكويتي لقيمة الشهادة.
وأشار إلى أن الرعاية المتميزة لم تقتصر على ذوي الشهيد من الكويتيين فقط، بل شملت كل من ضحى بحياته ودمه من أجل استقلال تراب هذا البلد، فقد رعى المكتب ذوي ما يقارب 15 جنسية مختلفة من الوافدين والمقيمين في كويتنا الحبيبة.

الكويت وجود ثابت
ولفت العوفان إلى أن يوم الشهداء الذي يحمل هذا العام شعار “الكويت هي الوجود الثابت”، يمثل أحد أسمى معاني الوحدة الوطنية في تاريخ الكويت، ويرمز إلى رفض الشعب للاحتلال والتمسك بشرعيته واستبساله في الدفاع عن وطنه.
وقال: “نتذكر عندما صدر المرسوم الاميري بإنشاء مكتب الشهيد، سارع اهل الخير للتبرع لهذا المكتب تعبيرا عن دعمهم، امتنانا لتضحية الشهداء، إلا أن سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد أمر بأن تخصص تلك التبرعات للأعمال الخيرية خارج البلاد، تعميما لخير هذه الارض الطيبة، ومشاركة للأخوة في البلاد العربية والاسلامية في مشاريعهم الخيرية، وتأكيدا بأن دولة الكويت جزء لا يتجزأ من الامتين العربية والاسلامية”.وأضاف: وتعاون المكتب مع الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية لاقامة عدد من المشاريع الخيرية في دول شقيقة وصديقة، وتجلى هذا التعاون في افتتاح مركز شهداء الكويت في العاصمة الاندونيسية جاكرتا في 2013 على مساحة 2516 مترا مربعا، ويضم مسجدا يتسع لـ900 مصلٍ، ومدرسة تستوعب 360 طالبا، ومركزا لتدريس علوم القرآن الكريم، وسكنا للطلاب، وسكنا للمشرفين وقاعة محاضرات.

التكريم يشمل شهداء الحرب والكوارث الطبيعية

ذكر صلاح العوفان في البيان أن سمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الاحمد رحمه الله أصدرالمرسوم “325 / 2011” بتعديل بعض أحكام المرسوم “38 / 91” في شأن تكريم الشهداء، حيث حدد هذا المرسوم ان المقصود بالشهيد هو كل من فقد حياته في سبيل الدفاع عن سلامة الوطن وامنه، او بسبب الكوارث الطبيعية والحوادث الاستثنائية، ويشمل المرسوم فئات شهيد العمليات الحربية، وهو كل عسكري او مدني مكلف رسميا، وفقد حياته بسبب العمليات او بأعمال الامن الداخلي أو الخارجي، أو في أثناء الأسر أو بسببه، ويشمل ذلك: مشروعات التدريب بالذخيرة الحية، والانزال الجوي للمظليين في أثناء التدريب، وغرق القطع البحرية، وحوادث الطائرات العسكرية، وزرع وازالة الالغام واعمال المتفجرات وشهيد الواجب وهو كل عسكري من الجيش أو الشرطة أو الحرس الوطني أو الاطفاء فقد حياته بسبب أداء واجبات وظيفته ما لم يعد من الفئة السابقة، وشهيد الكوارث الطبيعية والحوادث الاستثنائية العامة هو كل من فقد حياته بسبب ما يقع من كوارث طبيعية او حوادث استثنائية عامة، اذا قرر مجلس الوزراء اعتبارها كذلك كما حدد المرسوم الاجراءات التي ينبغي اتباعها لاعتماد الشهيد وصور تكريم الشهداء.

رسالة المكتب تجسد اللحمة الوطنية

أفاد العوفان أن رسالة مكتب الشهيد تتجاوز تخليد الشهداء ورعاية اسرهم وتقديم الخدمات الى تجسيد اللحمة الوطنية والعلاقة الانسانية بين ابناء الشعب وقيادته السياسية، وهي علاقة عميقة الجذور سطرها تاريخ الكويت قديما، وشهد بها الالتفاف حول الشرعية الكويتية اثناء العدوان في 1990 شهدت بها روح المقاومة ضد المحتل وجنوده، فكانت شهادة وفاء بين الشعب وقيادته.

رعاية ذوي الشهداء تضم 14 جنسية

قال العوفان: إن الرعاية المميزة التي يقدمها مكتب الشهيد لم تقتصر على ذوي الشهداء من المواطنين الكويتيين، بل شملت كل من ضحى بروحه ودمه فداء للكويت ومن أجل استقلالها وحفاظا على قدسية ترابها، وقام مكتب الشهيد على رعاية ذوي شهداء 14 جنسية من الوافدين والمقيمين.