فاطمة الأمير: مقاومة شهداء الكويت ستبقى وساماً على صدورنا
الانباء
بتاريخ : 2-8-2018
اعتبرت الوكيل بالديوان الأميري مدير عام مكتب الشهيد فاطمة الأمير أن العدوان العراقي على أرض الكويت في الثاني من أغسطس العام 1990 ذكرى لا تنسى، واختبار غاية في الصعوبة لإرادة الشعب الكويتي في قوته وصموده، وقد شهد تاريخ ذلك اليوم ميلادا مشرقا لشعب أذهل العالم بقوة عزيمته، واستبساله في الدفاع عن أرضه وكرامته، وهو الذي أخذ على حين غرة عندما وجد نفسه أمام جيش متخم بأحدث آلات الموت والدمار. وأضافت الأمير في تصريح بمناسبة الذكرى الثامنة والعشرين للغزو العراقي الغاشم أن مواجهة الشعب الكويتي للعدوان شكلت مرحلة فريدة في مسيرة هذا الوطن وكفاح أهله، إلا أن التاريخ يخبرنا بأن ذلك الحدث لم يكن إلا صفحة من الصفحات المشرقة لهذا الشعب، وهو يزخر بأمثلة رائعة تكشف عن عمق القيم في وجدان وتفكير المواطن الكويتي، وما بناه الكويتيون للأسوار الثلاثة لبلدهم إلا دليل على استعدادهم للدفاع عن سلامة وطنهم ووحدته في كل مرحلة من مراحل التاريخ.
وقالت فاطمة الأمير: تحل اليوم الذكرى السنوية الأليمة للغزو العراقي على الكويت في فجر الثاني من أغسطس من عام 1990 والذي استهدف كيان وسيادة الكويت محاولا محوها من خارطة العالم وضمها الى العراق غير ان الإرادة الدولية تصدت لكيد العدوان أرجعت الحق الكويتي بعد احتلال دام قرابة السبعة أشهر. وترك الغزو الآثم آثارا اجتماعية ونفسية كبيرة على الشعب الكويتي تمثلت في الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان التي راح ضحيتها مئات من الشهداء والأسرى والمفقودين اضافة الى تدمير البنية التحتية للبلاد ونهب المؤسسات والمنشآت مما نجم عنها خسائر مادية كبيرة الى جانب إحراق آبار البترول التي تركت أثرا في البيئة البرية والجوية والبحرية. ولفتت إلى أن المجتمع الدولي أدان تلك الجريمة الكبرى بحق الكويت وشعبها منذ الساعات الأولى للغزو الآثم اذ تصدى مجلس الأمن الدولي لهذا العدوان بقرارات حاسمة بدءا من القرار رقم 660 الذي أدان الغزو العراقي وطالبه بسحب قواته فورا من دون قيد أو شرط الى المواقع التي كانت توجد فيها في الأول من اغسطس ثم توالت القرارات الدولية تباعا لتضييق الخناق على هذا النظام علّه ينصاع للإرادة الدولية. وذكرت مدير عام مكتب الشهيد أن محنة الغزو أبرزت مدى تماسك الشعب الكويتي وصموده ومقاومته للاحتلال والدفاع عن بلاده سواء من كان في داخل الكويت أو خارجها إلى جانب التفافه حول حكومته وقيادته الشرعية وهذا ما عكسه مؤتمر جدة الشعبي الذي عقد في المملكة العربية السعودية الشقيقة في أكتوبر 1990 والذي أظهر صورة الكويت كدولة حضارية وديموقراطية ودستورية وتمسك شعبها بنظام الحكم الذي اختاره منذ نشأته وارتضته الأجيال المتعاقبة ووقوفهم صفا واحدا خلف القيادة الشرعية للبلاد فلا مساومة ولا تفاوض على سيادة الكويت واستقلالها وسلامة أراضيها وهذا التماسك والوحدة أثارا إعجاب العالم بأسره.
وكشف المؤتمر عن زيف وبطلان كل الادعاءات والمزاعم التي ساقها نظام صدام تبريرا لجريمته واحتلاله الكويت اذ أعلن المشاركون انه رغم الآلام وجراح العدوان الآثم فان الشعب الكويتي لا يضمر الشر للشعب العراقي الشقيق ولا يحمل له الحقد لأنه شعب مغلوب على أمره ينتظر الخلاص من الطاغية كما شكل المؤتمر عددا من الوفود الشعبية الكويتية لتطوف مختلف دول العالم لشرح قضية الكويت العادلة.
وكان تعنت النظام العراقي وعدم استجابته لتلك الإرادة استوجبا تصدي المجتمع الدولي بكل حزم واقتدار له فكان لابد من اتخاذ القرار الحاسم في دحر هذا العدوان الآثم، وانطلقت عملية عاصفة الصحراء التي قامت بها قوات التحالف الدولي في 17 يناير 1991 حتى تحررت الكويت في 26 فبراير من العام نفسه.
وقالت فاطمة الأمير إنه من منطلق السعي للمحافظة على القيمة العظيمة للشهادة، وتقديراً للعمل البطولي للشهداء، وتتويجاً للملحمة البطولية الرائعة لهذا الشعب، فقد أصدر الأمير الراحل سمو الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، مرسوما أميريا رقم 38 لسنة 1991، في التاسع عشر من يونيو 1991 والخاص، بإنشاء مكتب الشهيد واستكمل هذه الرعاية الكريمة عضيده ورفيق دربه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الذي سعى لتحقيق الأهداف السامية والمتمثلة في تكريم سموه للشهداء، وتخليد بطولاتهم وتضحياتهم في الدفاع عن الوطن وكرامته، وكذلك الرعاية الكريمة لسموه لأسرهم وذويهم في مجالات الحياة كافة، تأكيدا على تقديره والمجتمع الكويتي لقيمة الشهادة ولم تقتصر الرعاية المتميزة على ذوي الشهيد من الكويتيين فقط، بل شملت كل من ضحى بحياته ودمه من أجل استقلال تراب هذا البلد، فقد رعى المكتب ذوي ما يقارب خمس عشرة جنسية مختلفة من الوافدين والمقيمين في كويتنا الحبيبة.
فعاليات مهمة:
وأشارت مدير عام مكتب الشهيد إلى ان يوم الشهداء الذي يحمل شعار هذا العام (التضحية والفداء) الذي يرمز إلى يوم الثاني من أغسطس الذكرى الثامن والعشرين للعدوان ويمثل أحد أسمى معاني الوحدة الوطنية في تاريخ الكويت ويرمز إلى رفض الشعب الكويتي للاحتلال والتمسك بشرعيته واستبساله في الدفاع عن وطنه.
وبينت أن المكتب يبذل جهداً خاصاً في ذكرى الثاني من أغسطس من كل عام لما لهذا اليوم من أهمية خاصة لدى الشعب الكويتي كما يحيي هذه الذكرى لهذا العام تحت شعار.
(التضحية والفداء) بعدة فعاليات منها معرض شهداء الكويت في مجمع الأفنيوز والذي يحمل صور كافة شهداء الكويت ومعرض خاص للأطفال يحتوي على رسومات تحمل معاني الولاء الوطني وغرس مفهوم الشهادة عن طريق تلوين بعض الصور المعبرة بهذه المناسبة تخليداً للذكرى العطرة لشهدائنا الأبرار ومعرض برج الحمرا من 2 حتى 5 أغسطس الجاري كما سيشارك الرياضي علي العيدان الذي يسعى إلى تحطيم رقمه القياسي السابق في صعود أبراج الكويت تخليداً لذكرى شهداء الكويت، كما تشهد فعاليات هذا العام مشاركة أبناء الشهداء وتواجدهم بموقع المعرض لاستقبال زوار المعرض والتعرف على بطولات وتضحيات شهداء الكويت.
يوم الشهداء
وأكدت فاطمة الأمير ان المكتب يتذكر بطولات وتضحيات شهداء الكويت من خلال إحياء ذكرى – يوم الثاني من أغسطس – أحد أسمى معاني الوطنية في تاريخ الكويت، ويرمز الى رفض الشعب الكويتي للاحتلال والى تمسكه بشرعيته واستبساله في الدفاع عن وطنه.
حتى تبقى تلك الذكري خالدة بأذهان الجميع ولكي يعرف الجميع بان الشعب الكويتي وقف وقفة بطولية بوجه أعداء الكويت.
فلاشات وطنية:
كما أكدت فاطمة الأمير ان مكتب الشهيد يطلق في يوم الشهداء فلاشات وطنية تعبر عن تعزيز مفهوم الشهادة وتقدير الشهداء والثناء على مبادئ التضحية والفداء والتمسك بالأرض لدى النشء ويتم تكثيف هذه الفلاشات بجميع الوسائل الإعلامية حتى تصل لأكبر عدد من المتابعين بالإضافة الى التغطيات الإعلامية واللقاءات التلفزيونية التي من خلالها نتحدث عن هذا الحدث المهم والبطولي الذي قام به شهداء الكويت ووقوف الشعب الكويتي بوجه الأعداء.
مشاريع خارجية:
وقالت مدير عام مكتب الشهيد: نتذكر عندما صدر المرسوم الأميري بإنشاء مكتب الشهيد في عام 1991، عقب تحرير البلاد من الاحتلال، سارع أهل الخير من الكويتيين إلى التبرع لهذا المكتب تعبيرا عن دعمهم لهذا العمل الإنساني والوطني، وامتنانا لتضحية الشهداء، إلا أن سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد – طيب الله ثراه – أمر بأن تخصص تلك التبرعات للأعمال الخيرية خارج البلاد، وذلك تعميما لخير هذه الأرض الطيبة، ومشاركة للإخوة في البلاد العربية والإسلامية في مشاريعهم الخيرية، وتأكيدا بأن الكويت جزء لا يتجزأ من الأمتين العربية والإسلامية.ومما يكرم الكويت أنها استحدثت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية التي تشرف على إقامة مشاريع خيرية باسم الكويت في العديد من دول العالم، وقد كان لمكتب الشهيد شرف التعاون معها في إقامة عدد من المشاريع الخيرية في دول شقيقة وصديقة. وقد تجلى هذا التعاون أخيرا في افتتاح مركز شهداء الكويت في العاصمة الإندونيسية جاكرتا في 6/5/2013، على مساحة إجمالية قدرها 2516 مترا مربعا. ويضم هذا المركز الإسلامي مسجدا من دورين يتسع لـ900 مصل، كما يضم المركز مدرسة من طابقين تتكون من 12 فصلا وتستوعب 360 طالبا، ومركزا لتدريس علوم القرآن الكريم، وسكنا للطلاب وسكنا للمشرفين وقاعة محاضرات. وسبق هذا المشروع الخيري الإنساني إقامة العديد من المشاريع الخيرية بالتعاون مع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ولجنة مسلمي افريقيا، مثل: انشاء معهد شهداء الكويت الديني الأزهري (للمرحلتين الإعدادية والثانوية) في مدينة دار السلام بمحافظة سوهاج في جمهورية مصر العربية الشقيقة وبناء مدرسة باسم شهداء الكويت في الجمهورية اللبنانية الشقيقة وبناء معهد ديني بأجنحة تعليمية متكاملة في جمهورية اريتريا الصديقة، وإنشاء مركز إسلامي متكامل (رجال – نساء) في كل من جمهوريتي اندونيسيا والفلبين الصديقتين، وانشاء مركز شهداء الكويت الإسلامي في جمهورية الهند الصديقة. ويتكون المركز من 3 ادوار ويضم مسجدا ومستوصفا وصالة مفتوحة متعددة الأغراض، ومعهدا للتدريب المهني وورشة تعليمية، ومكتبة، ومرافق أخرى، وإنشاء مركز شهداء الكويت، في مدينة ما راوي بجمهورية الفلبين الصديقة، ويضم المركز مسجدا من طابقين، ومدرسة من طابقين (ذكور واناث)، ومستوصفا، ودارا للأيتام.
تكريمٌ سام لمن فقدوا حياتهمفي سبيل الوطن وأمنه:
تفضل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بإصدار المرسوم رقم 325 بتاريخ 25/8/2011 بتعديل بعض أحكام المرسوم 38/91 في شأن تكريم الشهداء، حيث حدد هذا المرسوم أن المقصود بالشهيد هو كل من فقد حياته في سبيل الدفاع عن سلامة الوطن وامنه، او بسبب الكوارث الطبيعية والحوادث الاستثنائية، ويشمل المرسوم فئات شهيد العمليات الحربية وهو كل عسكري أو مدني مكلف رسميا، وفقد حياته بسبب العمليات أو بأعمال الأمن الداخلي أو الخارجي أو في أثناء الأسر أو بسببه، ويشمل ذلك: مشروعات التدريب بالذخيرة الحية، والإنزال الجوي للمظليين في أثناء التدريب، وغرق القطع البحرية، وحوادث الطائرات العسكرية، وزرع وإزالة الألغام وأعمال المتفجرات وشهيد الواجب وهو كل عسكري من الجيش أو الشرطة أو الحرس الوطني أو الإطفاء فقد حياته بسبب أداء واجبات وظيفته ما لم يعد من الفئة السابقة، وشهيد الكوارث الطبيعية والحوادث الاستثنائية العامة هو كل من فقد حياته بسبب ما يقع من كوارث طبيعية أو حوادث استثنائية عامة، اذا قرر مجلس الوزراء اعتبارها كذلك كما حدد المرسوم الإجراءات التي ينبغي اتباعها لاعتماد الشهيد وصور تكريم الشهداء.
رسالة مكتب الشهيدتجسد اللحمة الوطنية:
تتجاوز رسالة مكتب الشهيد تخليد الشهداء ورعاية أسرهم وتقديم الخدمات إلى تجسيد اللحمة الوطنية والعلاقة الإنسانية بين أبناء الشعب الكويتي وقيادته السياسية، وهي علاقة عميقة الجذور سطرها تاريخ الكويت قديما، وشهد بها الالتفاف حول الشرعية الكويتية في أثناء فترة العدوان الصدامي في أغسطس 1990 شهدت بها روح المقاومة ضد المحتل وجنوده، فكانت شهادة وفاء بين الشعب الكويتي وقيادته. لم تقتصر الرعاية المميزة التي يقدمها مكتب الشهيد على ذوي الشهداء من المواطنين الكويتيين، بل شملت كل من ضحى بروحه ودمه فداء للكويت ومن اجل استقلالها وحفاظا على قدسية ترابها، وقام مكتب الشهيد على رعاية ذوي الشهداء من 16 جنسية من الوافدين والمقيمين.
رعاية مميزة ومتكاملة لأسر الشهداء:
أشارت مدير عام مكتب الشهيد فاطمة الأمير إلى أن المكتب يولي رعاية واهتماما خاصا لأسر الشهداء من خلال تقديم جميع أوجه الرعاية وتوفير الاحتياجات المادية والصحية والسكنية وغيرها، كما يعمل المكتب على توفير السبل والوسائل الكفيلة بحل المشكلات التربوية والاجتماعية والقانونية والنفسية الخاصة بأسر الشهداء، وحرص المكتب منذ بداية عمله على وضع منهجية تجعل ما يقوم به من أوجه الرعاية عملا متكاملا يشمل كل نواحي حياة أسر الشهداء.