فاطمة الأمير: عمل «أوبرا ديرة.. نبقى كويتيين» يأتي عرفاناً وتقديراً لتضحيات شهداء الكويت فهو ملحمة فنية وطنية نستذكر عبرها أرواح الشهداء
أعرب القائمون على العمل الأوبرالي «أوبرا ديرة.. نبقى كويتيين» عن عظيم الشكر والامتنان لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه لتكرمه برعاية العمل، معتبرين ذلك تشريفا وتكليفا كبيرين لهم.
وأكد القائمون على العمل في تصريحات لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن هذا العمل الأوبرالي الذي سيقام في الفترة من 22 إلى 24 فبراير المقبل بالتزامن مع الأعياد الوطنية يأتي بمجهود كويتي خالص ويعد الأول من نوعه خليجيا كعمل حديث كبير وشامل متنوع يجمع فنون التأليف المسرحي والموسيقى الأوبرالية والغناء والتمثيل والشعر والديكور المسرحي والفنون البصرية والأزياء والإضاءة والرسم.
وثمن القائمون على الأوبرا الدعم الكبير الذي قدمه وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد ونائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح الصباح لتسهيل مهمتهم الوطنية بهذا الإنجاز الفني والثقافي للكويت.
وقالت الوكيلة المساعدة المديرة العامة لمكتب الشهيد فاطمة أحمد الأمير إن عمل «أوبرا ديرة.. نبقى كويتيين» يأتي عرفانا وتقديرا لتضحيات شهداء الكويت فهو ملحمة فنية وطنية نستذكر عبرها أرواح الشهداء الطاهرة التي ضحت فداء للوطن.
وشددت الأمير على أنه «فخر لنا كمكتب الشهيد القيام بهذا العمل من منطلق الواجب تجاه شهدائنا الكرام وذويهم الذين نفخر ببطولاتهم التي سجلوها لتبقى كويتنا الغالية حرة أبية».
وأضافت: «أن مكتب الشهيد دأب كل عام على القيام بعمل يحرص فيه على مشاركة الشباب الكويتي للإسهام في الأعمال الفنية الوطنية لبث الروح الوطنية فيهم وإبرازا لوجه الكويت الحضاري والثقافي».
وأعربت الأمير عن خالص الشكر والتقدير لسمو الأمير على رعايته السامية لهذا العمل الفني والوطني الذي نأمل أن يكون بمستوى يليق بهذه الرعاية.
وثمنت لوزير شؤون الديوان الأميري الشيخ ناصر صباح الأحمد ولنائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح الصباح الدعم الكبير لكل أعمال المكتب ورسالته.
من جهته قال مؤلف النص المسرحي للعمل الدكتور علي العنزي إن هذا العمل الأوبرالي الوطني يأتي ليسطر كل معاني الوفاء والإكبار والإجلال لشهداء الكويت الأبرار الذين ضحوا بحياتهم من أجل الكويت الغالية على قلوب أبنائها جميعا.
وأوضح الدكتور العنزي أن «أوبرا ديرة..نبقى كويتيين» رأى النور بمجهود كويتي خالص وبتضافر الإرادات الطيبة لمجموعة من الفنانين والموسيقيين الأكاديميين الكويتيين والمتضمن أفكارا ورؤى مهنية حديثة تبناه مكتب الشهيد بإيمان كبير من قبل مديرته فاطمة الأمير والذي توج برعاية سامية من قائد العمل الإنساني.
وبين أن العمل استلهم قصائده وألحانه من القصص البطولية التي سطرها شهداء الكويت عامة، ومنها ملحمة بيت القرين وقصة استشهاد الشهيد الشاعر فايق عبدالجليل ومجموعة من شهداء الكويت.
وأشار إلى أن العمل يسعى «لإبراز بطولات شهدائنا الأبرار» الذين أخلصوا للكويت وافتدوها بأرواحهم ممثلين لكل أطياف المجتمع وفئاته لتكون قدوة تترسخ في عقول الأجيال الشابة التي لم يعاصر بعضها تلك المحنة.
وأكد الدكتور العنزي أن العمل يأتي كجزء أصيل من الدور الوطني للفنانين الأكاديميين والموسيقيين الكويتيين، و«تعبيرا عن مشاعر الإخلاص والولاء الحق لوطننا الطيب، وتحقيقا لأحد أهم أهداف الدولة التنموية واستراتيجيتها الوطنية لبناء الإنسان في احتفالات الأعياد الوطنية المقبلة في فبراير المقبل».
من ناحيته أوضح المؤلف الموسيقي للعمل د.رشيد البغيلي أن هذا النمط من الأوبرا يأتي برؤية فنية جديدة تجمع بين نمط الأوبرا التقليدي المعروف والإمكانيات الصوتية بأسلوبها الغنائي الأوبرالي المعروف بـ «البيلكانتو» وبين رؤية فنية وأسلوب «موسيقي وغنائي شرقي».
وبين د.البغيلي أنه لا عمل ولا تضحية تضاهي ملحمة الشهداء وقصص بطولاتهم وتضحياتهم، لذا جاء العمل ليضيء ما قام به هؤلاء الأبطال عبر قصائد استلهمت من تلك الروائع الفدائية المخلصة للوطن.
وقال إن هذه الأوبرا تتكون من اوركسترا سيمفوني معظمهم من الكويتيين يقودهم المايسترو استاين سافينيرز بمشاركة عازفين ومغنين من عدة دول من هولندا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا ومصر لتكوين لوحة موسيقية يقدمها الموسيقي الكويتي ويعزف إلى جوار شقيقه العربي ونظيره الأوروبي ما يبين أن الأوبرا فن عالمي.
من جانبه أكد مخرج العمل الأوبرالي د.فهد العبدالمحسن «أننا نعمل جميعا كي يشكل العمل مشهدا حضاريا كويتيا إنسانيا» في دولة «مركز العمل الإنساني» وبرعاية سامية من صاحب السمو الأمير «قائد العمل الإنساني».
وأوضح د.العبدالمحسن أنه من خلال هذا العمل وبالتعاون مع مكتب الشهيد نطلق تجربة فنية جديدة نستكمل من خلالها الدور الحضاري للكويت الذي أسسه رواد الحركة الفنية مستمدين الشموخ والوعي من شهداء الكويت الأبرار متسلحين بروح العطاء والإصرار لإنتاج هذا العمل الذي ينبثق من تجربة الغزو المريرة عام 1990.
وقال إن مجرد التفكير في تقديم عمل من أجل الوطن وشهدائه الذين بذلوا أرواحهم فداء له لم يكن سهلا، مشيرا إلى أن نضوج الأفكار استغرق أشهرا لتتبلور هذه الملحمة الوطنية الفنية «بما يليق بمكانة وطننا ويتناسب مع تضحيات شهدائنا الأبرار».
وأشار إلى «أننا عند تكوين فكرة تدشين أول أوبرا كويتية وفق المقاييس العالمية اخذنا في الاعتبار الهوية الكويتية لتكون دراما موسيقية سيمفونية» يتم من خلالها تطويع فن الأوبرا للبيئة والثقافة الكويتية مع الالتزام بالمعايير والمواصفات على مستوى جميع العناصر الفنية للأوبرا.
وأكد أن الرعاية السامية لهذا النوع من الفنون «تمهد طريق استمراريته وتوفر أسباب نجاحه ما يحملنا مسؤولية كبيرة كفريق عمل» ليظهر بالشكل اللائق مسجلا امتنانه للوكيلة المساعدة المديرة العامة لمكتب الشهيد فاطمة أحمد الأمير على مجهودها الكبير في احتضان ودعم تلك التجربة.
وأعرب د.العبدالمحسن عن الشكر الجزيل لوزير شؤون الديوان الأميري ونائب وزير شؤون الديوان الأميري على ما قدماه من دعم كبير «لتسهيل مهمتنا في إتمام هذا العمل» الذي نأمل أن يكون نقطة مضيئة في تاريخ الحركة الفنية في الكويت.
يذكر أن فريق عمل «أوبرا ديرة..نبقى كويتيين» يتكون من عدد كبير يضم مؤلفا للنص المسرحي ومؤلفا للموسيقى ومخرجا مسرحيا وآخر تلفزيونيا ومصمم ديكور ومصمم أزياء ومصمم إضاءة ومؤثرات ومعدين ومتابعين فنيين وممثلين ومغنين وعازفين ويصاحب هذا العمل الأوبرالي معرض يؤرخ للحدث يحمل قيمة فنية وعلمية ووطنية كبيرة.
ويقوم عمل «أوبرا ديرة» في بنائه وتكوينه على المعايير العالمية على المستوى الموسيقي والمسرحي ويعد تجربة فنية حديثة وجريئة تم فيها تطويع فن الاوبرا للبيئة الخليجية والثقافة الكويتية بمزج فنون البحر والبر الموسيقية مع الأوركسترا سيمفوني واستخدام المادة الشعرية ضمن تكنيك الكتابة المسرحية.
واعتمد المؤلف الموسيقي للعمل على قصائد كويتية كي تغنى بالطريقة الأوبرالية راسمة لوحة تحكي قصص وبطولات شهداء الكويت الأبرار، بينما استمد الديكور المسرحي والأزياء من الموروث الشعبي والبيئة الكويتية.