ارين العلي
أكد نائب وزير شؤون الديوان الاميري ونائب رئيس مجلس الأمناء الشيخ علي الجراح أن الاحتفال بالعيد الوطني الذي يشكل رمزا لاستقلال الكويت عن الحماية الأجنبية عام 1961 هدفه تحفيز الكويتيين لتعميق فهمهم وإدراكهم لمعنى المواطنة بكل ما فيها من وفاء وإخلاص، ولشحذ الهمم في الدفاع عنها وإعلاء صرحها لتتبوأ المكانة اللائقة بها بين الدول.
كلام الجراح جاء مساء أمس الاول خلال افتتاحه مهرجان «شكرا» الذي ينظمه مكتب الشهيد بمناسبة الأعياد الوطنية تحت رعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وبحضور عدد من سفراء دول التحالف.
ولفت الجراح الى ان الاحتفال بعيد التحرير يعتبر فرحة لشعب الكويت والمحبين لها بتحرير الأرض الطاهرة من رجس الاحتلال والذي تم بفضل الله وصمود أبناء الكويت ومقاومتهم الباسلة والتي كانت ضريبتها ان رووا بدمائهم ارض الكويت الطاهرة وارتقى منهم المئات الى مصاف الشهداء.
وأضاف ان تحرير الكويت جاء بفضل المجتمع الدولي الذي حشد 42 دولة عربية وأجنبية بقيادة الولايات المتحدة، واستمر قتالهم أكثر من 40 يوما برا وجوا وبحرا حتى دخلت القوات الصديقة والشقيقة تتقدمها القوات الكويتية التي دخلت في السادس والعشرين من فبراير 1991.
وأوضح الجراح ان فكرة المهرجان جاءت انطلاقا من وحي كتاب الله عندما قال عز وجل: (ولا تنسوا الفضل بينكم) ومن تعاليم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، مشيرا الى ان الكويت تعيش في شهر فبراير من كل عام فرحتين عزيزتين على القلوب متمثلتان في العيد الوطني ويوم التحرير في الـ 25 والـ 26 منه.
وتقدم الجراح بالشكر لله ثم لجميع الدول التي ساهمت في تحرير الكويت، مؤكدا ان الكويت لا تنسى الفضل لأنها بلد الوفاء والإيخاء والمحبة والسلام، معلنا ان اليوم التاسع من فبراير بدء احتفالاتنا الوطنية وعلى مدى شهر كامل، وذلك ضمن فاعليات مهرجان شكرا.
بدورها، أعربت مدير مكتب الشهيد فاطمة الامير عن سعادتها بافتتاح مهرجان شكرا برعاية سامية من سمو الأمير وحضور ممثلة نائب وزير الديوان الأمير ورئيس مجلس الأمناء في الديوان الأميري الشيخ علي الجراح وبحضور عدد من سفراء وممثلي الدول العربية والأجنبية التي شاركت في تحرير الكويت.
وأوضحت ان مكتب الشهيد نظم هذه الاحتفالية تعبيرا وشكرا من الشعب الكويتي الى جميع من شاركهم في حرب تحرير وطنهم وتعبيرا عن امتنانهم للشهداء الذين بذلوا الغالي والنفيس ورووا بدمائهم أرض الكويت لتبقى حرة أبية.
وأشارت الى ان اليوم الأول للاحتفال يشهد إقبالا جماهيريا واسعا لاسيما من أسر الشهداء والأسرى والجاليات العربية والأجنبية التي كان لدولهم فضل في تحرير البلاد.وأوضحت ان العروض الفلكلورية والفنية التي قدمها ابناء الدول المشاركة لاقت إقبالا وثناء من الجميع، مؤكدة ان هذه العروض تساهم في توطيد العلاقات بين شعوب الدول والتعريف على ثقافتها المختلفة.
فعاليات اليوم الأول
تميزت فعاليات اليوم الأول بمشاركات من مختلف دول التحالف وعلى رأسها فرنسا وكندا وتركيا، بالإضافة الى الولايات المتحدة والأمم المتحدة، وقد شهد عدة فقرات وأناشيد كويتية ومسابقات وجوائز للحضور، وتميز المعرض المرافق للمهرجان والذي تشارك فيه أغلبية دول التحالف بالتنوع لإثراء ثقافة الحضور وتطوير معلوماتهم حول بلدانهم وعاداتهم ومساهماتهم في حرب تحرير الكويت.
السفير المصري: لا شكر بين الأشقاء
قال السفير المصري ياسر عاطف، خلال مشاركته في افتتاح المهرجان ان جمهورية مصر تحرص دوما على مشاركة الكويت في الاحتفال بالأعياد الوطنية وأعياد التحرير ودائما ما نجتمع في مثل هذه المناسبات للتأكيد على مدى قوة العلاقة بين البلدين الشقيقين.
وبين ان هذه المناسبة تأتي عرفانا بدور دول التحالف التي اجتمعت من قبل لتحرير الكويت من الاحتلال الغاشم لإعلاء كلمة الحق، لافتا الى جمهورية مصر تشارك من خلال ركن خاص لإبراز دور القوات المسلحة المصرية التي دخلت الى الكويت كأول دولة عربية ساهمت في التحرير والبالغين حوالي 40 ألف ضابط وعسكري، لافتا الى دور مصر لم يقتصر على الدور العسكري فقط بل كان لها الدور الرئيس في حشد الديبلوماسية الرافضة والمناهضة للاحتلال في مجلس الأمن وجيش الجامعة العربية لأخذ موقف واضح وصريح في إدانة الغزو العراقي ونجحنا في ذلك.
وأكد ان ذلك كان واجبا قامت به جميع الدول العربية تجاه دولة شقيقة تعرضت للغزو والاحتلال، مقدرا سعي مكتب الشهيد لشكر الدول التي ساهمت في حرب التحرير، مؤكدا انه لا يوجد شكر بين الأشقاء وهذا واجب على الجميع.
ولفت الى ان حرب التحرير قد حصدت 40 شهيدا من القوات المصرية العسكرية و7 من المدنيين المصريين بينهم أطفال، شاكرا مكتب الشهيد على إدراج أسمائهم ضمن أسماء الشهداء الذين سقطوا أثناء التحرير.
سيلفرمان للكويتيين: لا شكر على واجب وسياستنا تجاهكم لن تتبدل
أكد السفير الأميركي لورانس سيلفرمان ان سياسة بلاده لن تتبدل في شأن دعوة المزيد من الطلبة الكويتيين للاستفادة من مؤسسات التعليم العالي بعد ان قام أكثر من 15.500 طالب كويتي بالدراسة في أميركا العام الماضي، لافتا الى انه خلال عام 2016، قام الكويتيون بدخول الولايات المتحدة الأميركية 87 ألف مرة اما من أجل العمل والرعاية الصحية والتعليم، وإما للاستمتاع بالمناظر الطبيعية والتنوع الثقافي هناك.
ولفت على هامش مشاركته في المهرجان ممثلا بلاده الى ان السفارة الأميركية قامت خلال العقد الماضي فقط بالتعاون مع عدد من المؤسسات الكويتية لتنسيق زيارات لما يزيد على 200 كويتي إلى الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في برامج تبادل بدعم من الحكومة الأميركية.
لقد مكنت هذه البرامج الخاصة بالإعلاميين والكتاب الشباب والمعلمين والمبادرين والعلماء والاختصاصيين الطبيين وغيرهم الكثير، من مشاركتهم الخبرات الأميركية وتعزيز التفاهم المشترك بين البلدين.
وعن مناسبة المهرجان والتي تتمثل في الأعياد الوطنية، قال انها تمثل فرصة للتفكر بالعلاقة المتينة بين الكويت والولايات المتحدة الأميركية التي نتجت عن هذا الحدث التاريخي المشترك بين بلدينا، موضحا ان العلاقة بين البلدين قد بدأت قبل عقود عديدة من التحرير.
وقال انه حين يتقدم الكويتيون بالشكر لنا على ما قدمته القوات العسكرية الأميركية خلال حرب التحرير يكون الرد سريعا: «لا شكر على واجب».
فقد كان موقف الولايات المتحدة الأميركية حينها قضية مبدأ والتي سطرها الرئيس الأميركي السابق بوش الأب خلال الغزو بمقولته «لن يستمر هذا الاحتلال».
وكلماته أيضا أمام الشعب الأميركي بعد التحرير، مؤكدا ان الشعب الكويتي أصبح حينها صاحب القرار في مصيره من جديد.
لقد وصف التحرير حينها «بانتصار سيادة القانون وانتصار لما هو صحيح».
ولفت الى ان العمليات التي سبقت حرب التحرير شارك فيها ما يزيد على 700 ألف عنصر من الجيش الأميركي من رجال ونساء، إذ قامت الأمهات والآباء والإخوة والأخوات الأميركيين بإرسال أحبتهم إلى الحرب، إلى مكان لم يسبق أن زاروه، مضيفا: «لقد نجح الكويتيون – بمساعدة من أصدقائهم الأميركيين ومن دول التحالف – بالانتصار على الطغيان وقاموا بالاستثمار مع الشركات الأميركية لإعادة إعمار الكويت الحرة والمعاصرة».
واستذكر تضحيات المقاومين الكويتيين الذين قدموا أرواحهم لبلدهم، مشيرا الى قيامه بزيارة «بيت القرين» الذي يقف شاهدا على شجاعتهم وبسالتهم، مقدما الشكر للكويتيين الذين ضحوا ووفروا الملجأ والطعام والشراب ووفروا الحماية للمواطنين الأميركيين الذين منعوا من مغادرة الكويت، وموجها التحية إلى الطلبة الكويتيين الشباب الذين كانوا يدرسون في الولايات المتحدة الأميركية ممن تطوعوا للانضمام إلى صفوف الجيش الأميركي والعودة إلى الكويت للدفاع عن وطنهم.
وأشاد بدور اللجنة الثلاثية التي تقتضي مهمتها الرئيسية والأهم إعادة مفقودي تلك الحرب، لافتا الى ان عمل اللجنة سيمكن عائلات المفقودين من إيجاد الإجابات وبعض من السلام الداخلي، مضيفا: لقد شاركت في آخر اجتماع عقدته هذه اللجنة هنا في الكويت قبل عدة أسابيع.
وأضاف: «لا ضير ونحن نحتفل بمرور 26 عاما على ذكرى تحرير الكويت استذكار الماضي ولكن دعونا ننظر أيضا إلى المستقبل – إلى مستقبل أكثر إشراقا بسبب التضحيات التي تشاركناها قبل 26 عاما. ها نحن نقوم بذلك الآن».
مشاركة أميركية متميزة
شارك في العرض الخاص بالسفارة الأميركية فرقة الجيش الأميركي «ثندر سترك» التي نجحت منذ تشكيلها عام 1943 في تحقيق مكانة أسطورية خلال حرب فيتنام حين أمر الضابط المسؤول عن شعبة المشاة حينها هذه الفرقة بالتوجه إلى طريق ثندر الذي كان تحت سيطرة الجيش الفيتنامي الشمالي وهم يعزفون مقطوعة عسكرية بعنوان «كولونيل بوغي».
وحين سمع العدو الموسيقى ارتبكوا بسبب الحركة وقاموا بالانسحاب من المنطقة.
وهكذا نجحت الفرقة من خلال ذلك بمهمة قتال غاية في الأهمية دون إطلاق عيار ناري واحد، وتشكل الفرقة اليوم مثلا واستمرارية لتقاليد الشرف غير القابل للزعزعة ومثالا على حب الوطن والإخلاص والتميز الموسيقي في أميركا.
الكويت تضم نحو 18 ألفاً من الجالية الأفغانية
تشارك أفغانستان في المهرجان والمعرض المصاحب له بعدة فقرات تظهر المساهمات التي قدمتها في حرب تحرير الكويت، حيث قال المسؤولون من أبناء الجالية الأفغانية سراج الدين سبحاني ان بلاده شاركت بـ 350 عسكري من القوات المسلحة في حرب التحرير، كما كانت من اول المعارضين للغزو الصدامي وسجلت موقفها في المحافل الدولية.
وأوضح ان الكويت تضم نحو 18 ألف وافد من الجالية الأفغانية، يعملون في مختلف المجالات ويشاركون في مسيرة التنمية والتعمير، متمنيا المزيد من الازدهار للكويت الشقيق.